الإعلامية البحرينية خلال مشاركتها في منتدى الإعلام العربي:
القضايا الوطنية فرضت دخول مسؤولين حكوميين الفضاء الرقمي
أكدت الإعلامية والكاتبة البحرينية سوسن الشاعر أن الأحداث السياسة التي شهدتها دول المنطقة خلال السنوات الماضية أثرت وتأثرت بالمشهد الإعلامي بشقيه التقليدي والرقمي، مشيرةً إلى أن بروز دور الشباب بالتوازي مع ازدياد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أحدث تغيرات جذرية في آليات العمل الإعلامي.
و خلال إحدى جلسات « 20 دقيقة» ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي التي انطلقت اليوم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وشعارها «تحولات إعلامية مؤثرة»، استعرضت الشاعر التحولات الجذرية التي يشهدها الإعلام العربي، ولخصت هذه المتغيرات في محورين رئيسيين يتجسد الأول في دخول مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى من المنطقة إلى المشهد الإعلامي من خلال بوابة وسائل التواصل الاجتماعي في ظل وجود قضايا وطنية ومصيرية ملحة تمس دول المنطقة ككل.
ولفتت الشاعر إلى أن المؤامرات التي حيكت لتفتيت الدول العربي اعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي كقوة ناعمة أكثر فعالية من الإعلام التقليدي.
وأشارت الإعلامية البحرينية إلى أن المحور الثاني في التحولات الإعلامية يتمثل في تحول مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي إلى إعلاميين على الساحة المحلية والاقليمية.
وفي إطار توضيح التفاعل بين الإعلام التقليدي والاجتماعي، أوضحت الشاعر أن مقابلة تلفزيونية لوزير خارجية قطر على سبيل المثال أجرتها معه إحدى القنوات التلفزيونية استغرقت شهوراً طويلة وتكاليف مادية كبيرة للتحضير وتجهيز الرسائل الإعلامية المراد توجيهها عبر المقابلة، لكن وخلال البث المباشر للقاء يقوم مسؤولون حكوميون وناشطون وطنيون في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آني وفي دقائق معدودة بتفنيد الطروحات والأكاذيب التي تم بثها في المقابلة لتوضيح الحقائق وكشف الفبركات الإعلامية والسياسية، لينسفوا بأسطر معدودة ما تم الإعداد له خلال شهور.
ووصفت الشاعر قناة الجزيرة بأنها «قصر من خيال فهوى»، إذ أن هذه المحطة ومنذ إنطلاقتها كانت تمهد لساعة الصفر وتقسيم دول المنطقة من خلال أحداث ما يسمى «الربيع العربي»، لكن الجيل الجديد من الشباب والناشطين في الفضاء الرقمي نجح في التصدي لأجندة «الجزيرة» وقطر من ورائها وفضح الأكاذيب التي تبذها عبر برامج مكلفة مادياً تطلباً جهوداً كبيرة للإعداد، موضحة أن وسائل الإعلام القطرية تعرّت أمام حراك سريع وفاعل كشف الأكاذيب والافتراءات.
وتحدث الشاعر عن تجربتها الشخصية خاصة وأنها نشأت في العصر الذهبي للصحافة العربية، لافتةً إلى أن التحول من القلم والورقة إلى الكمبيوتر والهاتف الجوال تطلب منها وقتاً طويلاً لمواكبة هذه التحولات التقنية.
وشكل العام 2011 نقطة تحول بالنسبة للكاتبة والإعلامية البحرينية، وقالت أنها عندما كشفت المؤامرة التي تحاك ضد وطنها أدركت ضرورة تواجدها إعلامية بشكل أوسع من النطاق المحلي والاقليمي باعتبار أن القضية كانت دولية أيضاً، وقررت البدء باستخدام توتير وأتقنته تدريجياً للتصدي للمؤامرة، خاصة وأن الحرب تدور رحاها عبر توتير خصوصاً ووسائل التواصل الاجتماعي عموماً، إذ تم توظيف «القوة الناعمة» الرقمية لتشويه صورة بلادهابالافتراءات والأكاذيب.
وساهمت الأوضاع الراهنة في المنطقة في دخول سوسن الشاعر إلى عالم إنستغرام، وهي منصة اجتماعية تخاطب شرائح مختلفة تتطلب رسائل بصرية ومرئية تعتمد على الصور ومقاطع الفيديو بشكل أكبر من توتير على سبيل المثال، واكتسبت الشاعر مهارات التعامل مع متطلبات المحتوى الخاصة بإنستغرام وفي مقدمتها ضرورة تبسيط لغة التخاطب مع النشر في توقيت معين ومخاطبة مختلف الجنسيات والشرائح، وبذلك تحول المحتوى الوطني والسياسي إلى الرسائل الرقمية.
وخاطبت الشاعر الكتّاب والمثقفين المخضرمين في العالم العربي ودعتهم لدخول معترك الفضاء الرقمي من أجل التواصل مع فئات أوسع من القراء والمتابعين، وأكدت ضرورة مواكبة المستجدات الرقمية وخاصة تلك المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي للانتقال بالإعلام والخطاب التقليدي إلى العصر الحديث.
واستقطبت الدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي التي تستمر لغاية 4 أبريل مشاركة واسعة من صنّاع القرار الإعلامي في المنطقة، وكبار الإعلاميين العاملين في المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، ضمن أكبر تجمع سنوي للإعلام العربي بمشاركة نحو 3000 شخصية من القيادات والرموز الإعلامية العربية والعالمية.