في خضم التحولات السياسية والتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، برزت أصوات تدعو إلى استهداف مصر تحت شعار «الدور على مصر»، وهي دعوات تنطوي على تهديدات مبطنة ومباشرة، تستهدف استقرار البلاد ومكانتها الإقليمية.
لا يمكن فصل هذه الدعوات عن المشهد الإقليمي والدولي الذي تسوده حالة من عدم الاستقرار، حيث تشهد المنطقة محاولات لتفكيك الدول الكبرى وإضعاف أنظمتها المركزية من خلال الحروب بالوكالة أو بث الفوضى الداخلية.
مصر، كدولة محورية في العالم العربي، تمثل هدفًا أساسيًا لأي محاولات تهدف إلى تغيير موازين القوى.
تأتي هذه الدعوات في وقت تزداد فيه أهمية مصر كمحور استراتيجي في ملفات عديدة مثل أزمة المياه (سد النهضة)، القضية الفلسطينية، واستقرار ليبيا، والملفين اللبناني والسوري.
هناك أطراف إقليمية ودولية لا ترغب في رؤية مصر مستقرة ومؤثرة، وتعمل جاهدة على خلق الفوضى في مصر لإضعاف قدرتها على لعب دورها الإقليمي.
والسؤال الآن لماذا مصر؟
اختيار مصر بالتحديد لم يكن عشوائيا وإنما هو لعدة أسباب منها:
* الثقل الإقليمي: مصر هي القلب النابض للعالم العربي، وتاريخيًا، كانت دائمًا في طليعة الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية.
* الاستقرار الداخلي: رغم التحديات الاقتصادية، ما زالت مصر تتمتع بنظام سياسي قادر على الحفاظ على وحدة البلاد ومنع الانزلاق نحو الفوضى.
* الموقع الجغرافي: موقع مصر الاستراتيجي يجعلها هدفًا رئيسيًا لأي محاولة لإعادة تشكيل خريطة المنطقة.
ولأن مصر عصية وآبية ومحمية برعاية وحفظ من الله، فإننا مطالبون بعدة أمور يتضمنها الرد المصري الممكن على هذه الدعوات منها:
* تعزيز الجبهة الداخلية: يجب أن يكون الرد الأساسي على هذه الدعوات تقوية الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، مما يغلق أي ثغرات قد تستغلها الجهات المعادية.
* الوعي الإعلامي: على الإعلام المصري أن يكون في طليعة مواجهة هذه الحملات، من خلال نشر الوعي بحقيقة هذه الدعوات وأهدافها.
* الدبلوماسية الاستباقية: استمرار مصر في لعب دورها الإقليمي والدولي سيعزز من موقفها ويضعف أي محاولات لزعزعة استقرارها.
كلمة أخيرة.. الدعوات التي تروج لشعار «الدور على مصر» ليست إلا محاولات يائسة لإضعاف دولة محورية في المنطقة.
تاريخ مصر الطويل أثبت أن قوتها تكمن في صمود شعبها وإرادته القوية، وعلى الجميع أن يدرك أن مصر، التي واجهت أعتى التحديات في الماضي، قادرة على تجاوز أي مؤامرات جديدة مهما كانت.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية