محمد لطفي المنفلوطي.. هذا الشاعر الذي جاء بكلمات خالدة سطرها التاريخ إلى الآن.. وهو صاحب كتابان من أعظم الكتب التي قدمها للأدب العربي «النظرات» و«العبرات».
وفي حوار دار بين ذات النطاقين «أسماء بنت أبي بكر» رضي الله عنها وبين ابنها عبد الله بن الزبير يخبرها باعتداء جيوش الحجاج الذي أرسله عبد الملك بن مروان ليضرب الكعبة بالمنجنيق وطالب الجميع بالاستسلام له، فرفضت «أسماء» الاستسلام.
وإذ بالشاعر الجليل يُصيغ هذا الحوار ليقول «إن أسماء في الورى خيرُ أُنثى.. صنعت في الوداع خير صنيعِ.. جاءَها ابن الزبيرِ يسحبُ دِرعاً.. تحتَ درعٍ منسوجةٍ من نجيعِ.. قال يا أُمٍّ قد عييتُ بأمري.. بين أسرٍ مُرٍّ وقتلٍ فظيع.. خانني الصحبُ والزمان فما لي.. صاحبٌ غيرَ سَيفي المطبوعِ.. وأرى نجمي الذي لاحَ قبلاً.. غابَ عني ولم يَعد لِطلوعِ.. بذل القومُ لي الأمانَ فما لي.. غيره إن قبلته من شفيع» إلى أخر تلك الأبيات الرائعة في عدم الاستسلام للطغاة.
وقُتل الزبير في ميدان الشرف شهيداً. فبذلك يؤكد الشاعر أن السير في طريق الحق حق حتى لو كان الشخص لا يدري هل سيصل!! فكل مناضل يحمل على ظهره قضيته يدافع عنها بشجاعة وحسم، ولا يدري هل ستشرق عليه الشمس أم لا، وويل للمتخاذلين الذين يبيعون الأوطان من أجل البقاء في أماكنهم.
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية