نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: ديمقراطية ملاكي 

أعتقد أن أصدق تعبير عن الديمقراطية الزائفة التي تعيشها أمريكا حاليا هو الوصف الدقيق الذي أطلقته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حيث قالت في تصريحات لصحيفة «إزفستيا» الروسية، إن العفو الذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نجله هانتر بايدن، هو صورة كاريكاتورية للديمقراطية.  

أخبار ذات صلة

نعم.. ما فعله الرئيس الأمريكي يكشف إلى أي مدى وصل العبث بالديمقراطية، وإلى أي مدى أصبحت الصورة التي تبدو عليها الولايات المتحدة الأمريكية.. فهي طبقا لتصريحات المسؤولة الروسية صورة مضحكة تدعو إلى الاشمئزاز والدهشة.  

كشفت واقعة العفو عن نجل بايدن عورات الرئيس والنظام وأكدت أن الولايات المتحدة يحكمها رئيس كذب على شعبه وأخلف وعده ولم يحترم أصول وقواعد الحكم وعلى رأسها العدل والمساواة.  

لم يتوقف تأثير ما حدث على صورة الديمقراطية في أمريكا ولا على المشهد السياسي برمته.. بل ضرب مصداقية الرئيس نفسه رأس السلطة في البلاد. 

ففي وقت سابق وتحديدا في منتصف العام الحالي، أعلن بايدن أنّه لن يعفو عن نجله هانتر الذي أدانته المحكمة.  

ليس هذا فحسب.. بل عاد وأكد ذلك في مؤتمر صحفي في قمة مجموعة السبع في إيطاليا وذلك عندما باغته أحد الصحفيين بسؤال عمّا إذا كان يعتزم إصدار عفو عن نجله فردّ قائلاً «كلا». 

 وأضاف «لن أعفو عنه»، مشيراً أيضاً إلى أنّه لن يخفّف العقوبة التي سيصدرها القضاء بحق نجله. 

هكذا ارتكب الرئيس الأمريكي جرائم الكذب والخداع.. ولم يتوقف عند هذا.. بل ورط البيت الأبيض كمؤسسة وذلك عندما أكد المتحدث العام الماضي بأن هانتر بايدن لن يحصل على عفو رئاسي في حال إدانته. 

 لقد أفلت نجل الرئيس من العدالة واحتمى بسلطة والده وهرب من 9 تهم تصل عقوبة التهمه الأولى منها وهي قضية احتيال ضريبي إلى السجن 17 عاماً بالإضافة إلى غرامة مليون دولار. 

اكتفى الرئيس بكلمات خادعه قال فيها: «آمل أن يتفهم الأمريكيون لماذا اتخذ أب ورئيس هذا القرار».  

ولا أدري ماذا يريد بايدن من عبارته تلك؟ هل يريد من الأمريكيون أن يتفهموا أن التهرب من دفع ضرائب قدرها 1.4 مليون دولار وصرف الأموال بدلاً من ذلك على الرفاهية والجنس والمخدرات هو أمر بسيط لا يستحق العقاب.. وأن التعاملات المريبة والمشبوهة التي قام بها مع الصين وأوكرانيا لا تستحق أن يتوقف أمامها البرلمان والقضاء.. أم أن هذه الجرائم المشينة التي اعترف بها المتهم تسقط لمجرد أن الذي ارتكبها هو نجل الرئيس وليس أحد أفراد الشعب.  

إنها الديمقراطية الزائفة التي كشفت الوجه الحقيقي لأمريكا. 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

  t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى