دعونا نذرف الدموع على أحلامنا التي اغتالتها براثن الصراعات البشرية، والأطماع الشخصية، وطموحاتنا التي تهشمت وسط واقعنا المرير الممتلئ بالتخبط والارتباك، ومستقبلنا غير الواضح.
نحن الجيل الذي شبّ وسط الثورات والمظاهرات والحروب والأوبئة حتى شاب في عز شبابه، نحن الجيل الذي انهزم تحت براثن الأوضاع الاقتصادية القاسية، والتشابكات المجتمعية المشوشة، والاضطرابات النفسية المتفشية.
نحن الجيل الأوسط بين جيل عاصر الرقي والأصالة وترسيخ معاني القيم والأخلاق، وبين جيل تلاشت عنده القيم والمبادئ وسط الهزائم المتلاحقة للمتشبثين بها، حتى أصبحت الغلبة لأصحاب القوة والنفوذ والمال.
دعونا نبكي على حماستنا الماضية للتغيير، وشغفنا لتحسين الواقع الذي ينحدر بنا إلى حيث لا ندري، دعونا نبكي على حالة الإحباط المتفشية، وعلى الاستسلام المنكسر لواقع يصفعنا كل يوم بلا هوادة، دعونا نبكي على انعدام الرؤية واضطراب المعايير واندثار المضمون.
نحن الجيل العالق بين الماضي والمستقبل، بين الحقيقة والزيف، بين الرصانة والرعونة، لا شيء يعجبنا، ولا نعجب أحد، أصبحنا نسير بلا رؤية، ونقف بلا داعي على طرق ملتوية متفرعة لا نعرف لها نهاية، هزمتنا الحياة بسيف اللا منطق، ودهستنا تحت عجلات العشوائية والعبثية واللا شيء.
لم نعد نريد وعودًا زائفة، وآمالا مشرقة، وأمنيات سعيدة، فقط نريد الوضوح والبساطة، نريد أن نعود لنرى النور من جديد، نريد أن نعرف أن هناك شيئًا ما يستحق، نريد أن نشاهد طرقًا مستقيمة، ونهايات محددة، وقواعد سليمة، أليس هذا بكثير؟!
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية