- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: الرعب البشري اسمه صيدنايا

على طريقة أفلام السينما الأمريكية، والخيال العلمي، ظهرت كارثة سجن صيدنايا بسوريا، رمزاً للاستعباد والذل والجرائم ضد الإنسانية والتي ترتقي لمرتبة جرائم الحرب. 

لسنا بصدد تقييم مرحلة بشار الأسد، ولا نؤيد الجماعات المسلحة، فتلك المرحلة سيتوقف أمامها التاريخ طويلاً وسوف يدفع المتجاوزون الثمن غالياً، فالأوطان لا تدار بطريقة العزب الخاصة، لكننا نلقي الضوء خلال الكلمات التالية عن أبشع الجرائم الإنسانية التي أكتشفت في سوريا بعد هروب بشار. 

يقع سجن صيدنايا العسكري، على بعد حوالي 30 كيلومترًا شمال دمشق، في قلب واحدة من أكثر المناطق حساسية وغموضًا في سوريا. 

لقد ارتبط هذا السجن بسمعة مروعة على مر السنين، إذ تحول إلى رمز للانتهاكات الوحشية التي ترتكبها السلطات السورية بحق المعتقلين السياسيين، المعارضين، وحتى المدنيين العاديين. 

منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011، أصبح سجن صيدنايا رمزًا للتعذيب الممنهج والاعتقال التعسفي. وفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية، منها «منظمة العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش»، يتم استخدام السجن كمركز لتعذيب المعتقلين وإعدامهم خارج نطاق القانون، في انتهاك صارخ للمعايير الدولية لحقوق الإنسان. 

تشير التقارير إلى أن عشرات الآلاف من المعتقلين قد لقوا حتفهم نتيجة التعذيب أو سوء المعاملة، بينما تم إعدام آلاف آخرين في عمليات سرية. 

تُوصف الظروف داخل السجن بأنها لا تُحتمل، مع ازدحام الزنازين، وانعدام الخدمات الأساسية، وانتشار الأمراض نتيجة الإهمال الصحي. 

شهادات الناجين من سجن صيدنايا تكشف حجم الفظائع. تحدث كثيرون عن تعرضهم للضرب المبرح، الصعق بالكهرباء، والإذلال النفسي. 

وذكر آخرون مشاهدتهم لزملائهم يموتون أمام أعينهم بسبب التعذيب أو الجوع. إحدى الشهادات الشهيرة التي وثقتها «منظمة العفو الدولية» تصف السجن بأنه «مسلخ بشري». 

باختصار.. تُصنف الانتهاكات في صيدنايا على أنها جرائم ضد الإنسانية، ما يستوجب ملاحقة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية. 

ومع ذلك، يظل غياب العدالة عائقًا رئيسيًا بسبب الحماية التي يتمتع بها النظام السوري من بعض القوى الدولية. 

من المهم أن تتضافر الجهود الدولية لتحقيق العدالة للضحايا. يجب على المجتمع الدولي أن يدعم آليات المحاسبة مثل «الآلية الدولية المستقلة» لجمع الأدلة، وأن يضغط لإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. 

Samyalez@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

        t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى