- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: سوريا مسرح لأصحاب المصالح 

مع انهيار الأنظمة المركزية في دول ذات أهمية استراتيجية مثل سوريا، يصبح الفراغ السياسي بيئة مواتية لتدخل القوى الإقليمية والدولية.  

بعد عقود من السيطرة المركزية لنظام الأسد، قد تتحول سوريا إلى مسرح تنافس مكشوف بين الأطراف المتصارعة التي تتطلع إلى استغلال موقعها الجيوسياسي وثرواتها الطبيعية لتحقيق مصالحها الخاصة. 

الفراغ الأمني بعد غياب سلطة مركزية قوية، باب مفتوح للتدخلات السافرة، وسوف تواجه سوريا تحديات كبيرة مرتبطة بانتشار الفصائل المسلحة وتزايد النزاعات المحلية. 

هذا الوضع يوفر فرصة ذهبية للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإقليمية والدولية لتعزيز نفوذها عبر: 

* دعم الفصائل المسلحة: تسليح وتمويل الجماعات التي تتوافق أجنداتها مع مصالح هذه القوى. 

* اختراق المجتمعات المحلية: استغلال الاحتياجات الإنسانية والصراعات الطائفية لبناء شبكات تجسس وتحقيق مكاسب سياسية. 

* استغلال الاقتصاد المهشم: الهيمنة على مصادر الطاقة وإعادة الإعمار من خلال واجهات اقتصادية تخدم الأجندات السياسية. 

هناك العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، التي تتصارع المصالح 

 * إيران.. تسعى إيران للحفاظ على نفوذها في سوريا كجزء من محور المقاومة، مستخدمة شبكات الميليشيات والقوى الحليفة. 

* تركيا.. تعتبر تركيا أن استقرار شمال سوريا أولوية استراتيجية، ما يدفعها لتعزيز وجودها العسكري والاستخباراتي لضمان عدم قيام كيان كردي مستقل. 

* روسيا.. دعمت روسيا النظام السوري طوال الحرب، وتسعى إسرائيل للحفاظ على قواعدها ونفوذها في شرق المتوسط 

* الولايات المتحدة.. تعمل أمريكا على احتواء النفوذ الإيراني ومنع توسع روسيا. 

* إسرائيل.. تعتبر سوريا ساحة مباشرة لإضعاف النفوذ الإيراني وتهديد حزب الله، ما يجعلها لاعبًا نشطًا في الضربات الجوية والمراقبة.

سياسة الأرض المحروقة والصراعات المسلحة التي تشهدها سوريا تفرض الحديث عن السيناريوهات المستقبلية بعد سقوط نظام بشار واستيلاء المعارضة على مقاليد الحكم في البلاد. 

أولا: تقسيم النفوذ: قد تتحول سوريا إلى مناطق نفوذ تديرها قوى إقليمية ودولية وفق مصالحها، مع استمرار الصراع على الموارد والنفوذ السياسي. 

ثانيا: صراع مفتوح: في حال غياب أي توافق دولي، قد تتحول سوريا إلى ساحة لصراع طويل الأمد بين القوى الكبرى. 

ثالثا: تسوية شاملة: هذا السيناريو يعتمد على توافق القوى المتصارعة، وتقديم ضمانات دولية تضمن وحدة سوريا واستقلالها. 

في خضم هذه التدخلات، يبقى الشعب السوري هو الخاسر الأكبر، فالانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية ستؤدي إلى تعميق المعاناة الإنسانية وإطالة أمد الأزمة. 

باختصار.. سوريا بعد نظام الأسد لن تكون فقط أمام تحديات إعادة بناء الدولة، بل ستواجه معركة شرسة لتجنب التحول إلى مجرد ساحة صراع بين الأجهزة الإقليمية والدولية. 

النجاح في تحقيق استقرار حقيقي يعتمد على توافق داخلي مدعوم بإرادة دولية تهدف إلى مصلحة الشعب السوري، لا استغلاله. 

Samyalez@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

       t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى