صديقي حنظلة كلامه مُر مرارة النبات الذي جاء منه اسمه «الحنظل» كثيراً ما تأتي كلماته في نبرة حادة ولكني أشعر أنها ضعيفة ويكاد لا يسمعها أحد غيري، وفي أحيان كثيرة يقف كالعادة يده خلف ظهره.
وأعتقد أن هيئته هذه دليل عجز، إلا أنه رد ليقول «أضعف الإيمان» ولكن أتكلم حتى لو ظللت واقف في مكاني، ولكن كثير منكم يظل صامتاً.
واستشعرت منه من يقصد بقول «كثير منكم»، فهم لا يواجهون مشاكلهم ولا يتكلمون كلمات توافق وتلائم ما يرغبون فيه، إنما كل ما يصدر منهم عبارة عن تلطيف للمشاكل لا حلها، ولا يعرفون بأن الموت والحياة في يد اللسان، الموت والحياة ليس بينهما شيء.
الحق أقول إن تلك الكلمات التي جاءت على لسان حنظلة تُحرك جبل، إلا أنني أجد نفسي أكرر السؤال ماذا تقصد!! فيقول إن الشخص الجبان يموت ألف مرة والشجاع يموت مرة واحدة، فماذا إذن أنتم تنتظرون، وأنتم لا تجدون أي شيء يساعدكم على البقاء بين الأحياء، وأصدقكم القول إن الأتهام الذي وجهه حنظلة لنا جميعاً بأن سبب ما نحن فيه هو الجُبن.. أبكى قلبي، وما أدراكم ببكاء القلوب، إذ أنه أشد من بُكاء العيون.
فدموع القلب سيوف تُقطع الضلوع، وفي أحيان كثيرة تتحجر الدمعة في عيوننا.. في الوقت الذي ينزف فيه القلب، إحرص على ألا تكون جبان، هكذا قال حنظلة حتى لا تنكسر، وأعلم أن الدنيا تقتل الجُبناء آلف مرة في اليوم، وتُراوغ الشجعان حتى يستسلموا أو يحبسوا.
لم نقصد أحداً !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا