- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: إسرائيل لا تحكم العالم 

  تُعتبر فكرة «إسرائيل تحكم العالم» واحدة من أبرز نظريات المؤامرة التي تشغل النقاشات السياسية والإعلامية. 

تحمل هذه النظرية أبعاداً تاريخية وسياسية واقتصادية ترتكز على دور إسرائيل في الساحة الدولية، وعلاقاتها القوية مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة. لكن ما مدى صحة هذه الادعاءات، وما هي العوامل التي تدعمها أو تفندها؟ 

يُعد الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، من أبرز مظاهر نفوذها العالمي. تقدم واشنطن لإسرائيل مساعدات عسكرية واقتصادية سنوية بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى دعمها في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن. هذا الدعم يعزز مكانة إسرائيل ويتيح لها حرية الحركة في قضايا إقليمية ودولية. 

يشير البعض إلى قوة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مثل منظمة «إيباك»، ودورها في التأثير على القرارات السياسية الأمريكية. 

يُزعم أن هذه المنظمات تمارس نفوذاً قوياً عبر الضغط على الكونجرس والإدارة الأمريكية لتبني سياسات داعمة لإسرائيل. 

تُعد إسرائيل واحدة من أبرز الدول في مجال التكنولوجيا والابتكار، حيث يٌطلق عليها لقب «أمة الشركات الناشئة».  

تستثمر الدول والشركات الكبرى في الابتكارات الإسرائيلية، مما يعزز اقتصادها ويزيد من نفوذها الدولي. 

تلعب إسرائيل دوراً مهماً في مجال الصناعات الدفاعية وتصدير الأسلحة، تقيم شراكات مع العديد من الدول، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في هذا القطاع. 

يتهم البعض إسرائيل بالسيطرة على الإعلام العالمي للتأثير في الرأي العام، مع ذلك، يصعب إثبات هذه الادعاءات بشكل قاطع، حيث يعتمد الإعلام على توجهات سياسية ومصالح اقتصادية متعددة. 

تعتمد إسرائيل على توسيع نفوذها من خلال علاقات دبلوماسية واسعة، بما في ذلك التطبيع مع الدول العربية، كما حدث مع اتفاقيات «أبراهام». 

يرى الكثير من المحللين أن القول بأن «إسرائيل تحكم العالم» مبالغة كبيرة، رغم قوتها في مجالات معينة، إلا أنها تظل دولة صغيرة جغرافياً وسكانياً، تواجه تحديات داخلية وخارجية عديدة. 

غالباً ما تُستخدم هذه النظرية من قبل جهات سياسية معينة للتعبير عن الاستياء من النفوذ الإسرائيلي أو لتبرير إخفاقات داخلية في الدول المعارضة لإسرائيل. 

باختصار.. فكرة «إسرائيل تحكم العالم» تثير الجدل وتعكس خليطاً من الحقائق والمبالغات. 

لا شك أن إسرائيل تمتلك نفوذاً كبيراً في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، لكن القول بأنها تحكم العالم يتجاهل تعقيدات النظام الدولي وتعدد اللاعبين فيه. 

من الضروري تحليل هذه الادعاءات بعقلانية لفهم الواقع بعيداً عن تأثير نظريات المؤامرة. 

ويبقى كلمة.. نؤكد أن العرب والمسلمين ساهموا في ترسيخ هذه النظرية وتضخيم العدو وإمكاناته دون العمل الحقيقي على تكوين قوة إسلامية عربية موحدة، تمتلك القدرة على الردع فقوة الكيان الصهيوني الحقيقية ظهر وهنها وضعفها أمام المقاومة الفلسطينية وحزب الله ولولا الدعم الأمريكي والغربي للاحتلال لتغيرت نظرية القوة على أرض الواقع. 

ولأن الاحتلال لا يعيش بدون هذه الفزاعة فبدأ العبث في أراضي سوريا، ولن تكون النهاية.. أفيقوا يرحمكم الله عدونا واحد لكنه غدار لا تخشوه فإنه مارد من تراب. 

samyalez@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

      t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى