إذا كان الغرب وأمريكا يحبون إسرائيل لهذه الدرجة، فلماذا لا يؤسسون لها دولة على أراضيهم؟
السؤال المطروح يحمل بين طياته تساؤلاً مشروعاً حول طبيعة الدعم الغربي غير المحدود لإسرائيل، والازدواجية الواضحة في المعايير عندما يتعلق الأمر بـ القضية الفلسطينية.
لماذا هذه المنطقة؟
اختيار إقامة دولة إسرائيل في فلسطين لم يكن قراراً عشوائياً، بل كان مدروساً بعناية، وله عدة أبعاد:
* البعد الديني: تعتبر فلسطين مهد الديانات السماوية الثلاث، والقدس على وجه التحديد لها مكانة خاصة في العقائد اليهودية والمسيحية والإسلامية، واستغلال هذا البعد الديني ساهم في إضفاء «شرعية تاريخية» على المشروع الصهيوني.
* البعد السياسي: تأسيس دولة إسرائيل في قلب الشرق الأوسط يحقق أهدافاً استراتيجية للغرب، من حيث السيطرة على المنطقة وتأمين المصالح الحيوية، مثل النفط والممرات التجارية.
* التخلص من المشكلة اليهودية: في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كان العالم الغربي يعاني من مشكلة اضطهاد اليهود، فكان تأسيس إسرائيل حلاً بالنسبة لهم للتخلص من «العبء»، ونقل المشكلة إلى الشرق الأوسط.
لماذا لا تُؤسس إسرائيل في الغرب؟
ببساطة أمريكا والغرب الداعمين لإسرائيل بصورة مطلقة، لم يفكروا في تأسيس دولة لليهود على أراضيهم لهذه الأسباب:
* الرفض الداخلي: لم يكن شعوب الغرب مستعدين للتضحية بأراضيهم أو مواجهة أي أعباء تتعلق بإقامة وطن قومي لليهود على أراضيهم.
* إلقاء العبء على الآخرين: بدلاً من التعامل مع المشكلة اليهودية داخلياً، نقلوها إلى فلسطين، دون مراعاة حقوق السكان الأصليين.
* الموقع الجغرافي: موقع فلسطين الاستراتيجي جعلها هدفاً للهيمنة الغربية، حيث يمكن لإسرائيل أن تكون «رأس الحربة» لمصالحهم في الشرق الأوسط.
الغرب، الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة، يتبنى معايير مزدوجة في تعامله مع القضية الفلسطينية. فهو يدعم إسرائيل، حتى وإن كانت ممارساتها تتضمن القتل، التهجير، وسلب الأراضي من أصحابها الشرعيين، بينما يُظهر وجهًا آخر عندما يتعلق الأمر بأوضاع مشابهة في مناطق أخرى.
دعم الظالم على حساب المظلوم ففي الحالة الفلسطينية، يُصوَّر الضحية على أنه المعتدي، بينما يُمنح الظالم حق الدفاع عن النفس.
باختصار.. القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية أرض أو شعب، بل هي صراع وجودي يمتد جذوره إلى تواطؤ غربي وصهيوني لتحقيق مصالح مشتركة على حساب الفلسطينيين. السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيظل العالم صامتاً أمام هذه الممارسات؟ ومتى يتحقق العدل في مواجهة هذا الظلم التاريخي؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية