في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بين روسيا والغرب، عاد شبح الرعب النووي ليخيم على العالم بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي ألمح فيها إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية إذا تطلب الأمر.
هذه التصريحات، التي وصفها كثيرون بأنها أخطر تهديد نووي منذ نهاية الحرب الباردة، أثارت قلقًا عالميًا واسع النطاق ومخاوف من سيناريوهات مدمرة قد تغير وجه البشرية.
تلويح بوتين باستخدام السلاح النووي جاء في سياق الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة منذ فبراير 2022، حيث أشار إلى أن روسيا لن تتردد في الدفاع عن نفسها بجميع الوسائل المتاحة.
هذه التصريحات، التي وُصفت بأنها تحذير مباشر للغرب، أعادت للذاكرة سباق التسلح النووي والتهديدات المماثلة خلال الحرب الباردة.
ومع استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، بما في ذلك إمدادات الأسلحة المتقدمة، اعتبر الكرملين أن هذا التدخل الغربي تهديد مباشر لأمن روسيا القومي، مما زاد من احتمالات التصعيد.
ارتفعت الإدانات الدولية تجاه تصريحات بوتين، وقوبلت بموجة من الإدانات والتحذيرات الدولية، حيث حذرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» من أن أي استخدام للأسلحة النووية سيؤدي إلى «عواقب وخيمة»، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى التهدئة وشدد على أهمية الحوار لتجنب كارثة نووية.
على الجانب الآخر، أعربت دول مثل الصين والهند عن قلقها من تصعيد التوترات، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
التلويح باستخدام الأسلحة النووية ليس مجرد تهديد عابر، الخوف يتجاوز المواجهة المباشرة ليشمل مخاطر الانزلاق إلى حرب نووية بسبب خطأ حسابي أو تفسير خاطئ لتحركات الأطراف. كما أن احتمالية استخدام أسلحة نووية «تكتيكية» في ساحات القتال، حتى لو كانت محدودة، قد تفتح الباب أمام تصعيد أوسع.
ويزداد القلق من احتمال وقوع الأسلحة النووية في أيدي جماعات متطرفة، خاصة مع تصاعد حالة عدم الاستقرار السياسي والعسكري في مناطق عدة من العالم.
وانعكست حالة الرعب النووي انعكست على الشعوب بطرق عديدة، حيث زاد الطلب على الملاجئ النووية وأقنعة الحماية من الإشعاع في بعض الدول.
كما تصاعدت المخاوف بشأن الأمن الغذائي والمائي في حالة وقوع حرب نووية، وتأثرت الأسواق المالية تأثرت بالمخاوف الجيوسياسية، مما زاد من الضغوط الاقتصادية العالمية.
الحل في الدبلوماسية والعقلانية في ظل هذه الأجواء الملبدة، ولا بديل عن تعزيز الدبلوماسية وتفعيل آليات الحوار الدولي، وتفعيل اتفاقيات الحد من التسلح مثل معاهدة «ستارت الجديدة» التي يجب أن تكون نقطة انطلاق لتجنب كارثة نووية.
باختصار.. العالم اليوم يقف أمام منعطف خطير، وعلى الدول الكبرى تحمل مسؤوليتها التاريخية لضمان بقاء البشرية بعيدًا عن حافة الفناء.
يمكن أن يؤدي التصعيد النووي إلى دمار لا يمكن إصلاحه، وتبقى المسؤولية على عاتق القادة الدوليين لإيجاد مسارات سلمية لتسوية النزاعات، وإبعاد الإنسانية عن شبح الرعب النووي الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية