نون والقلم

أميرة عزت تكتب.. الوسادة الخالية

فيلم « الوسادة الخالية » عندما كنت أشاهد قديمًا كنت دائمًا أقول إنه عبارة عن دراما مبالغة ولكن بعدما رأيت قصص كثيرة وعايشت معظمها، اتضح أنها للآسف قصص حقيقية موجودة في الواقع، فما زال يوجد من يعيش بوجع «الوسادة الخالية» .

ولكننا نختلف هنا عن فيلم الوسادة الخالية والتي كانت قصته تدور حول فكرة الحب الأول الذي بدأ مع البطل في سن المراهقة، حيث إننا هنا نتحدث عن الحب الأعمق وهو الحب الحقيقي الناضج الذي يعيشه الإنسان سنوات طويلة يبحث عنه في وجوه وأرواح كل من يقابلهم،  ذلك الحب الذي عندما تجده تشعر به وكأنه جرعة انتعاشة لقلبك بل وعندما تراه تشعر أنه جزء منك  .

الحب الذي إذا تنازلت عنه في سبيل ضغوطات معينة أيًا كان نوعها  سواء  كانت أسرية أو اجتماعية أو عادات أو مورثات أو أفكار مغلوطة، ويعود كل هذا إلى بوتقة التفكير السلبي في الحياة، الذي غالبًا يخضعك تحت الضعف الإنساني ويجعلك غير قادر على اختيار حياتك بشكل مريح ومناسب.

هذا الضعف يجعلك فيما بعد تعيش مشاعر مؤلمة طوال حياتك، فإذا رأينا مشاهد الوسادة الخالية التي كان يجسدها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، وكيف كان يتألم ويشعر دائمًا أن المكان الذي بجواره فارغ رغم أنه كان معه شريكة حياته، وهذا الحب كان مراهقًا، فكيف يكون الشعور في سن النضوج الذي يكون فيه الحب بالعقل والقلب والروح، فيخرج من القلب؟ كم مشاعر ظلت حبيسة لسنين طويلة  وانطلقت مع الروح التي تلاقت معها، ليعيش بعد ذلك بالوسادة الخالية؟ أري أن هذا  الشعور كأنه كمن حكم على نفسه بالعذاب الأبدي وقرر أن ينهي حياته بيده وينتحر.

سوف تشعر بآلام الفراغ مهما كان بجوارك  كل شيء من الجمال والمال والكثير من الأشياء المادية التي لا يستطيع قلبك أن يلمسها، ذلك لأن الحب هو عبارة عن شخص يكمل روحك عندما تراه عيناك تلمع فرحًا يكون هو بالنسبة لك الدنيا وما فيها، وهو الأمان والدفء لك، تجري إليه لتختبئ في أحضانه من قسوة الدنيا.

فعليك أن تعلم عزيزي القارئ أمرًا هامًا أن الله -عز وجل- حين خلق الإنسان، خلق آدم من التراب وحواء من ضلعه ما يعني أن أي امرأة هي ضلع مأخوذ من جنب آدم، فإذا شعرت نحو إنسان أنه جزء منك  ذلك يعني أنه صاحب المكان الفارغ، وبتنازلك عنه تكون أنت من اختارت تعيش بـ«الوسادة الخالية».

وأقول لكل من يعيش داخل «الوسادة الخالية» في عالمنا: «عليكم أن  تنتفضوا وتلقوا هذه الوسادات خارجًا وتأتوا بمن يكملوا أرواحكم بجانبكم.. فما هي الحياة دون من نحب؟! وكم سنوات نعيشها حتى نضيعها في ألم؟! ألم يكن لديكم القوة الكافية لحماية قلوبكم وحياتكم؟! الحياة تحتاج الشجاعة والقوة ومواجهة كل ما هو صعب حتى نشعر بها وإذا لم نفعل ذلك نعد مع الأموات».

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى