نون والقلم

 محمد خليفه يكتب: إتحاد العرب قوة ولكنّها مستحيلة !!

قضايا الأراضي العربية  المحتلة منذ عقود طويلة أصبحت مرضاً خطيراً « يٌنغّص » حياة كل الشعوب العربية، والخطير في الأمر أنّ كل الأمة الإسلامية فشلت في إستئصال هذا المرض من جذوره بسبب حالة التمزّق والتفكك الذي أصاب الأمّه، فمازالت أعمال القتل والاغتصاب لأراضي الدول التي احتلتها إسرائيل تتكرر كل يوم دون أن يحرّك العرب والمجتمع الأوربي ساكناً.

احترتٌ واحتار القلم، في وصف هذه الحالة المرضية التي نخرت عظام أٌمتنا دون أن أعرف من أين أبدأ ،هل تكون البداية منذ أن كانت هناك فرصة سانحة لعودة هذه الأراضي المحتلة الي أحضان شعوبها بعد حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ، أم أبدأ من خلال  “خيبة الأمل التي ركبت الجَمل” ولم تجد من يٌنزّلها حتى كتابة هذه السطور ,فبعد انتصار الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبرعام 1973 تحركت مصر بقيادة القائد الشهيد الرئيس محمد أنور  السادات لإعادة جميع الأراضي العربية المحتلة إلي أصحابها ،ونجح السادات في توقيع معاهدة السلام في “كامب ديفييد” وطلب السادات قبل توقيع المعاهدة من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والقائد الفلسطيني الراحل  ياسر عرفات  التوقيع على الإتفاقية حتى تعود الأرض المحتلة إلي الشعبين السوري والفلسطيني  إلاّ أنّ الأسد وعرفات رفضا هدية السادات ولم يوقّعاعلى معاهدة السلام وظلت الأراضي السورية والفلسطينية تحت أقدام الاحتلال الإسرائيلي حتي اليوم !

والغريب الذي نسمعه اليوم من البعض حول مطالبتهم بالحرب حتى تعود الأرض ، وتناسى الجميع أنّ مصر قدمت الحل العادل لهذه القضية ولم تجد إلاّ النٌكران والهجوم والاتهام بالخيانة من بعض قيادات وحكام الدول العربية وقتها ! وأرى من وجهة نظري وجود إستحالة في إعلان الحرب على إسرائيل لعدة أسباب أولّها غياب النيّة الصادقة من الجانب الفلسطيني ” حماس – منظمة التحرير الفلسطينية ” نتيجة استفادتهم من استمرار هذا الوضع ! فالمنح والمعونات التي تقدم لهاتين المنظمتين التي أصبحت أحداهما وهي حماس مٌدّرجه ضمن المنظمات الإرهابية  تصل الي مليارات الدولارات كل عام ، وفي حال أنهاء الإحتلال ستتوقف ” حنفية” المساعدات  التي تذهب إلى جيوب عدد قليل منهم وأصبحت شعوب دول الاحتلال ضحايا الخيانه التي تشتريها إسرائيل من داخل هذه الدول ! وزاد الطين بلة أنّ من مصلحة أمريكا ودول الإتحاد الأوربي أيضاً الاتّجار بهذه القضية لتنفيذ مخطاطتهم في المنطقة العربية ، رغم ما تقدمه مصر قيادة وشعباً لدعم قضايا دولتي فلسطين وسوريا المحتلتين ،فلولا تحرك القيادة السياسية في مصر لوقف العدوان المتكررعلى أبناء غزة لكان هناك بحوراً من الدماء لا يستطيع أي عربي السباحة فيها! فالخلاف بين منظمتي فتح وحماس هو خلاف متعمّد ومدفوع الأجر لصالح إسرائيل.

والسؤال هنا من يدفع تكلفة هذه الخلافات بين أبناء الدولة الواحدة ؟! هل من دفع لإيقاع حرب ضروس منذ 4 سنوات في اليمن هي إيران التي تريد نشر المذهب الصفوي في المنطقة؟ أم تركيا التي تريد عودة دولة الخلافة العثمانية من جديد ؟ أم دويلة قطر التي تلعب لصالح إسرائيل ؟ القضية خطيرة ولن تجد طريقاً أبداً للحل طالما هناك خونة بالإضافة إلى إستمرار  الإنشقاقات والإختلافات بين قادة الدول العربية، والتي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل التي غاصت في قلب الكثير من الدول العربية وأصبحت لها مصالح تجارية وسياسية وعسكرية هنا في قلب الوطن العربي, وزاد الطين بله قيام دويلة قطر بالتطبيع مع العدو وأصبح هناك تبادل تجاري بين الدولتين، أضف إلى ذلك أنّ من صالح أمريكا استمرار الشقاق العربي – العربي وتحويل الحروب الجارية حاليا إلى حروب طائفية لتستطيع أمريكا ترويج وبيع أسلحة مصانعها إلى المتصارعين في كل جانب !! إذاً المشكلة لن تحل بفضل اتقاق العرب على ألاّ يتفقوا !!

أمّا اليوم فمصر تحت قيادة الرئيس السيسي تسعي بكل قوتها أن تستخدم قوتها الناعمة لحل القضية الفلسطينية والسورية واليمنية في إطار من التعاون المشترك مع الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين بدون حرب قد تؤدي إلى خسارة الجميع ..

زر الذهاب إلى الأعلى