اخترنا لكدنيا ودين

قطوف رمضانية.. رضا هلال يكتب: في العيد نفرح.. وغزة تنزف

حثنا الإسلام على الفرح والسرور والابتهاج بقدوم العيد، فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم «للصائم فرحتان، عند فطره يفرح بصومه، وعند للقاء ربه وصومه متقبلا فيفرح بما اعد الله له من جزاء على صومه وعمله الصالح” فالإسلام دين الفرح والسرور دون شك أو مواربة، يقول الله تعالى (فرحين بما آتاهم الله من فضله) آية 170 آل عمران. 

فالعيد كما يسمى هو يوم الجائزة، ويوم الفرح، نجتهد في العبادة على مدى شهر كامل صيام النهار، وقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم، والذكر  وعندما ينجز العبد مهمته، فإن الله يكافأه على ذلك وتكون المكافأة على قدر الاجتهاد والعمل. 

ولكن أيها العيد رغم والحمد لله على نعمة إدراك رمضان وأعاننا على صيامه وقيامه.. وأن من حقنا الفرح والسرور والحبور، وعظائم الأمور، والحصول على جوائزنا والترفيه عن أنفسنا وتبادل التهاني والتبريكات ولكن.. وما ادراك ما لكن!! 

كيف نفرح وبجوارنا دماء تنزف؟ كيف نفرح ومنا شعب يقتل ويذبح؟ كيف نفرح ونبتهج وشعبنا في غزة يهجر من أرضه وداره؟ كيف نحصل على الجائزة واخوتنا ينالون عقابا جماعيا ظلما؟ هل يجوز لنا نتفرج ونتحول إلى مقاعد المشاهدين لما يحصل في غزة العزة والنصر والإباء؟! وما الدور المنوط بنا في هذا الأمر؟ ليس علينا شيء سوى أن ننصرهم ونؤازرهم، ونأخذ على ايديهم، ونقوي شوكتهم ونمدهم بكل ما يحتاجون، إن احتاجوا سلاحا فعلينا أن نمدهم بذلك، إن احتاجوا مؤنة فهذا اقل القليل لهم وإلا فأضعف الإيمان أن ننصرهم في دعائنا. 

استحى حقيقة أن أبدي فرحي وسروري وغزة تنزف كل هذه الدماء، ولكن ما يعزيني هو بشائر النصر التى تأتينا من أرض المعركة، والألم الشديد الذي تسببه المقاومة الباسلة للعدو المحتل الغاصب المجرم ومن يقف معهم أو يساعدهم. 

واستذكر قول الله تعالى ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ 

[ النساء: 104]، وهذا اكبر بشارة لنا واعظم عزاء يواسيني. 

كما وأن الصور التى تأتينا من أرض المعركة والتى تعمل على رفع الروح المعنوية للبواسل من المقاومين، وهى للمناضلات الغزاويات، وهن يستعددن للاحتفال بالعيد بحسب المظاهر الاجتماعية والعادات والتقاليد المتوارثة من عمل الكعك ومتطلبات العيد، تبعث في النفوس الأمل، وعلى رأسه الإيمان بالنصر القادم لا محالة. 

فلا ضير أن نفرح ونبتهج، في إطار ما شرعه الله، وأن نتبتل إلى الله أن يقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال. 

جعل الله كل أيامنا أعياد.. ونفرح بالنصر في كل شبر من أراضي المسلمين. 

خير الكلام: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) سورة يونس. 

redahelal@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

   In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى