نون والقلم

الإسلاموفوبيا العربية !

في غمرة التهافت الأمريكي والأوروبي والعربي أيضاً على ترويج وتمرير مصطلح «الإرهاب الإسلامي»، وفي زحمة التبادل الرسمي للمصطلح والتعاطي معه، تبرز صور ومشاهد تؤكد أنه لا فائدة!، الإسلام قوي عفي وينتعش، مهما فعل الدواعش وصناعهم والمسوقون لهم!

ومن قوة الإسلام الذاتية، ومع مجيء الرئيس ترامب بكل ما يعتمل في رأسه من صور مشوهة، بدأ الأطفال الأمريكيون والأوربيون فضلاً عن الشباب وكبار السن يقرأون عن الإسلام ويتعاطفون مع المسلمين.. يتضامنون معهم في المطارات، ويتعاطفون معهم في القطارات، ويفترشون لهم أرضهم كي يؤدوا الصلاة في شوارعهم وأمام محلاتهم!

هذا ما يحدث ويحدث كل يوم وساعة، رغم استمرار حماقات بل حقارات داعش وصناعه ورعاته الدوليين، الذين يتبادلون اللعب أو العبث بالمدن العربية الإسلامية معه! خذ إدلب وهات تدمر.. خذ الموصل وهات البصرة.. وفي الوقت المناسب الذي هو الآن يتم إعلان الحرب العالمية على داعش بموازاة الترويج العالمي لمصطلح الإرهاب الإسلامي!

ويخطئ كثيراً من يتوهم أنه يمكن اقتلاع الإسلام من المنطقة أثناء اقتلاع داعش، فالإسلام ليس ديناً لمنطقة دون غيرها ولا لدولة أو قارة دون غيرها ومن ثم فلا فائدة! يخطئ كذلك من يظن إمكانية تشويه البخاري أثناء فضح البغدادي، وبالجملة اتهام السنة أثناء الإيحاء بكشف الغمة!

على أن المشكلة الحالية التي تواجه الإسلام، ليست في أمريكا ولا في الغرب، لكنها عند بعض العرب الذين ضاقوا بدين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ذلك الدين السمح الجميل القيم، الذي ما شاد أحد إلا غلبه! إنه الدين الذي يقول نبيه صلى الله عليه وسلم «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة».

المشكلة الحقيقية هي إصابة البعض – بعض العرب – بالرهاب أو بالإسلاموفوبيا ، التي أصابت الغرب، وسيفيق يقينا منها! هؤلاء هم المتسابقون المتهافتون على تصوير الإسلام مرادفاً للإرهاب.. وتصوير الكتاتيب مفرخة للإرهابيين.. واتهام الجامعات الإسلامية بنشر العقلية الإرهابية!

بالمناسبة، هل أتاك حديث الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا؟.. إنها الجامعة التي خرّجت مئات العلماء والمخترعين، والاقتصاديين والمُفكِّرين والفلاسفة، مواصلة إدماج معارف الوحي والعلوم البشرية المكتسبة، وإعادة تعريف مفهوم التربية لمواءمتها مع البيئة الحديثة. إنها الجامعة التي يقول نشيدها:

هيا ننير مستقبلنا، نشيع الحكمة، عبر روح الإسلام. بالوحي والعقل معًا، سنتفوق ظاهرين، سنؤدي الأمانة ونجعل الدنيا مكانًا زاهيًا. ننشر ثقافة اقرأ تحقيقًا لمعنى رحمة للعالمين.

المشكلة أن الإسلاموفوبيا انتقلت من المؤسسات الوهمية إلى المؤسسات الرسمية، ومن المؤسسات الرسمية إلى المؤسسات الدينية، وباتت الساحة العربية مهيأة للإصابة بالإسلاموفوبيا!

هذه ليست خطبة جمعة أو نحو ذلك، إنما هي صيحة أو إشارة تنبيه لازم لمن يهمهم أمر الأمة! أدرك أن مفهوم الأمة نفسه أصابه شيء من الغبش، لكني مع مشاهد الفرح اليومية الواردة من ماليزيا ومن إندونيسيا احتفاء بخادم الحرمين الشريفين، أقول للمصابين في بلادنا بالاسلاموفوبيا «لا فائدة»! كل ما تفعلونه هباء في هباء.

هذه ليست خطبة جمعة وإنما رسالة لكل الساعين لحصار أو محاصرة الإسلام، كيف تحاصرون ديناً سار في الغرب على هديه العلماء؟ وأقول للساعين لحصار الأمة.. كيف تحاصرون أمة كل تاريخها كبرياء؟ الحصار لمن؟ والتنقية لمن؟ لفكر ينساب رقراقاً في أنحاء الكون؟!.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى