السيد زهره يكتب: هل سيلتقي ترامب مع قادة إيران؟!
الرئيس الأمريكي ترامب أعلن أنه مستعد لأن يجتمع مع قادة إيران في أي وقت ومن دون شروط مسبقة.
السؤال المطروح هو: هل ترامب جاد فيما قال؟ وهل يمكن أن يحدث هذا اللقاء فعلا؟
البعض يرى أن ما قاله ترامب كان كلاما تلقائيا كعادته حين يتحدث، وأنه لا يعبر عن سياسة محددة.
الحقيقة أنه لا يمكن اعتبار ما قاله ترامب مجرد كلام مرسل، بل كان يقصده تماما.
هناك أسباب عدة تدعونا لقول هذا، في مقدمتها ما يأتي:
1- علينا أن نتذكر أن ترامب حين أعلن الانسحاب من الاتفاق النووي، وشن حملته تاليا على إيران، أعلن أنه مستعد للتفاوض مع إيران حول اتفاق جديد. وكرر هذا الكلام أكثر من مرة بعد ذلك.
والتفاوض مع إيران حول اتفاق جديد يعني بداهة الاجتماع مع الإيرانيين.
2- والأهم من هذا أن ما قاله ترامب لا يمكن في تقديري أن يكون معزولا عن الأخبار التي ترددت في الأيام القليلة الماضية.
أعني هنا الأخبار التي ذكرت أن إيران طلبت من سلطنة عمان التوسط لدى أمريكا لفتح قناة حوار حول التوصل إلى اتفاق نووي جديد وحل الأزمة بين البلدين. وقد زار الوزير العماني يوسف بن علوي أمريكا قبل أيام، وقيل إنه طرح هذا العرض على المسؤولين الأمريكيين، وإن ترامب لم يمانع في ذلك وأعطى الضوء الأخضر للوساطة العمانية.
بعبارة أخرى، يبدو أن ما قاله ترامب هو رده على هذا العرض الذي نقلته سلطنة عمان.
3- وبعيدا عن التكهنات، ومن حيث الحسابات السياسية الموضوعية، من السهل القول إن إيران في ظل أزمتها الداخلية الطاحنة حاليا، والتي سوف تتفاقم جدا حين يبدأ فرض العقوبات الأمريكية عليها، يهمها أن تحاول بأي شكل تجنب هذه العقوبات والتوصل إلى تفاهم مع أمريكا. هذا رغم الخطاب الإيراني المعادي لأمريكا والذي يعلن الاستعداد لمواجهتها. القضية بالنسبة إلى الإيرانيين أن مصير النظام نفسه مهددٌ.
أيضا فإن الرئيس الأمريكي رغم موقفه وسياساته المعروفة المعادية لإيران، ورغم تهديداته للنظام الإيراني، فهو لا يريد لهذا الصراع أن يتجاوز حدا معينا. هو تحديدا لا يريد للوضع أن يصل إلى حد يهدد بنشوب حرب مع إيران. وقد كان ملفتا هنا أنه حين أعلن استعداده للقاء القادة الإيرانيين، قال إنه لا يمانع في مثل هذه اللقاءات وخاصة في الحالات التي يلوح فيها خطر الحرب.
إذن، على ضوء هذه الأسباب والاعتبارات علينا أن نرتب أنفسنا على أن هذا اللقاء بين ترامب وقادة إيران يمكن أن يحدث فعلا في أي وقت.
والسؤال الذي يجب أن نشغل أنفسنا به بداهة هو: وماذا يمكن أن يحدث إذا حدث هذا اللقاء؟
قبل كل شيء، علينا أن ندرك أن ترامب لا يمكن أن يقبل عقد مثل هذا اللقاء ما لم يكن هناك ترتيب مسبق على أن يخرج اللقاء باتفاق محدد.
هذا هو ما حدث مثلا في حالة كوريا الشمالية. ترامب لم يقبل اللقاء مع الزعيم الكوري الشمالي إلا بعد أن ضمن أنه سيتم الاتفاق حول تفكيك برنامجها النووي.
وفي كل الأحوال، يبدو من المرجح أن سلطنة عمان ستشرع في ترتيب لقاءات أمريكية إيرانية سرية لمحاولة التوصل إلى اتفاق، وإذا حدث هذا، فسيعقد لقاء ترامب مع قادة إيران.
ولكن، أي نوع من الاتفاق يمكن أن يسفر عنه لقاء ترامب مع قادة إيران؟
بطبيعة الحال، من المبكر أن نخوض في هذا الأمر. لكن المؤكد من وجهة نظرنا أن أي نوع من الاتفاق لن يكون حتما في صالح الدول العربية.
للأسف الشديد، الدول العربية لم تضع في حساباتها هذا الاحتمال.. احتمال أن يصل ترامب إلى أي نوع من الاتفاق مع إيران.
لماذا؟.. لأن الدول العربية لا تتعلم.
وهذا حديث آخر باذن الله.
نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية