نون – خاص
شهد حفل الإفطار الذي أقامته جماعة الإخوان أخيرا في تركيا العديد من الوقائع التي كشفت عن تصدعات تعاني منها جماعة الإخوان؛ فقد انفعل الأمين العام للجماعة محمود حسين على قناة مكملين حيث أزاح الميكروفون الخاص بها، فيما اعتبره الكثيرون إشارة على أزمة كبيرة تطفو على السطح، وبخاصة بعد أن دأبت قناة مكملين على توجيه النقد لمحمود حسين والتيار الذي يقوده، في مواجهة التيار الذي يقوده محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة.
يقول الدكتور طه علي الباحث في شئون الإسلام السياسي أن الأزمات المتلاحقة التي يشهدها تنظيم الإخوان في الفترة الأخيرة تكشف عن انقسام الجماعة بين تيارين متصارعين حول قيادة التنظيم، الأمر الذي يعكس بدوره ما آلت إليه أحوال تنظيم الإخوان في الداخل والخارج.
وأضاف «طه» إن قيام محمود حسين بإزاحة ميكروفون قناة مكملين التي اعتادت في الفترة الأخيرة توجه النقد إليه ولعدد من قادة الجماعة، يعكس الأزمة النفسية التي يمر بها شيوخ الجماعة الذين باتوا يفقدون سيطرتهم على التنظيم، وبخاصة مع تنامي نزعة التمرد بين شباب الجماعة.
وتابع الباحث في شئون الإسلام السياسي قائلا: يعكس ذلك أيضا حالة من التمرد الذي يتفشى بين صفوف الجماعة، وهو ما ينذر باحتدام «صراع جيلي» من شأنه أن يأخذ الجماعة الأم لكافة التنظيمات الإرهابية في العالم إلى التهاوي.
وشهدت جماعة الإخوان حالة من الانقسام بين تيارين يقود أحدهما القائم بأعمال المرشد محمود عزت، والآخر بقيادة محمود حسين الأمين العام للجماعة حيث يتبنى كلا التيارين رؤى مختلفة بشأن قيادة الجماعة، وبخاصة مع توالي الأزمات الداخلية، والتي يقف في مقدمتها حالة التذمر التي يعيشها شباب الجماعة ضد قادتهم.
وكان عددٌ من الشخصيات التابعة للإخوان زاروا عدداً من العواصم الغربية أخيراً بغرض إقناع الرأي العام الغربي لعدم الانصياع وراء دعوات إدراج جماعة الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أخيرا أن الإدارة الأمريكية بصدد دراسة إدراج جماعة الإخوان على قائمة واشنطن للتنظيمات الإرهابية، وهو ما مثل أزمة كبيرة يواجهها الإخوان أخيرا.
كما شهدت دوائر الرأي العام الغربي تحركات من جانب بعض البرلمانيين والسياسيين بعددٍ من العواصم الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا للضغط على السلطات الرسمية بإدراج جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي.
