
أسعد الجوراني يكتب: مفهوم التسامح في فكر الإمام زين العابدين «عليه السلام»
لو أخذنا البعد الأخلاقي والاجتماعي لمفهوم التسامح الذي نراه عادةً ما يكون متجذر من لغة الواقع المتجذرة عبر مراحل الزمن الطويلة وثقافته ومفرداته، هذه الثقافة تشتد وتقوى ايجاباً وفق مرحلة من الزمن وتضعف وتضمحل تبعاً للعقبات والهزات التي يتعرض لها المجتمع عبر تاريخه الطويل.
إن حالة الجمود الفكري والركود العلمي والفوضى التي أصابت الأمة الإسلامية ألغت ثقافة أو مفهوم يسمى التسامح واعتمدوا على مبدأ ( الضحية والجلاد) وبهذا سيطروا على العامة من الناس.
وهذا استدعى حركة فكرية اجتهادية تفتح الآفاق الذهنية للمسلمين كي يستطيعوا أن يحملوا مشعل الكتاب والسنة بروح المجتهد البصير وهذا ما قام به الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام فانبري إلى تأسيس مدرسة علمية وإيجاد حركة فكرية بما بداه من حلقات البحث والدرس في مسجد جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
كان الإمام السجاد عليه السلام انتهج سلوكاً يبنى على مفهوم التسامح والحوار مع الآخر وبذلك أسس تيار ثقافي قادر أن يقف أمام التيارات المنحرفة.
إن العدالة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الإدارية لن تتحقق مالم يُطبق نظام الحقوق بشكل دقيق أولاً، لذلك فقد نظر الإمام علي ابن الحسين عليه السلام بعمق وشمول إلى الإنسان ودرس جميع أبعاد حياته وعلاقاته مع خالقه ونفسه وأسرته ومجتمعه وحكومته ومعلمه وكل من يرتبط به أدنى ارتباط .
ويمكن القول إن تنظيم العلاقات الاجتماعية على أساس مفهوم التسامح يتطلب تعيين مجموعة من الحقوق تضمن للأفراد حرياتهم وإنسانيتهم وهو الهدف الأساسي للإسلام، فإن الذي يفهم بعمق هذه الرسالة ويدرس بدقة حقوق الخالق وحقوق المخلوقين بعضهم تجاه بعض يتسنى له أن يفهم أسرار التشريع الإسلامي وفلسفة الأحكام التي جاء بها الإسلام لتنظيم حياة الإنسان فرداً ومجتمعاً.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية