فاروق جويدة يكتب:خالد محيى الدين الثائر الحقيقى
رحل آخر فرسان ثورة يوليو وأكثرهم إيمانا بفكره وثوابته فلم يتغير فى شىء ولم يقبل شيئا على غير إرادته ومعتقداته..رحل خالد محيى الدين المسلم المتدين اليسارى الفكر الديمقراطي الهوى تغيرت أشياء كثيرة حوله وبقى على عهده مع كل ما آمن به فى شبابه..كان خالد محيى الدين واحدا من أبرز فرسان ثورة يوليو كان عسكريا صاحب رؤى وثوريا له خلفياته ومن البداية كان واضحا وصريحا مع رفاق الثورة ولم يتردد فى أن يكشف عن مواقفه من البداية وكانت النتيجة أن تم استبعاده سفيرا لمصر فى الخارج..كان الخلاف كبيرا بينه وبين شقيقه زكريا محيى الدين فى مواقف كثيرة واختلف مع قائد الثورة وزعيمها جمال عبدالناصر ولم يكن راضيا عن كل ما أصاب اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد سقوط الملكية وحين اختار حزب التجمع كان اختيارا عقائديا صريحا انه مع فقراء هذا الوطن رغم أن نشأته وأسرته وحياته كانت تؤكد غير ذلك كله وكان مثقفا جمع روح العسكرية المصرية وثقافة مصر وتراثها العريق ..كان فى مجلس قيادة الثورة ثلاثة ضباط يمثلون حالة فكرية مختلفة فى مقدمتهم خالد محيى الدين وثروت عكاشة ويوسف صديق هذا الثلاثى اختار من البداية أن يكون صاحب فكر ورؤى وإذا كان ثروت عكاشة قد لعب دورا ثقافيا كوزير للثقافة إلا أن خالد محيى الدين اختار المعارضة السياسية من خلال حزب التجمع مع رفاق مشواره رفعت السعيد وإسماعيل صبرى عبدالله وفؤاد مرسى وقد عرفت هؤلاء جميعا وأشهد أنهم كانوا رموزا للنبل والترفع والإيمان بالمبادئ بينما انسحب يوسف صديق من الميدان تماما..عاش خالد محيى الدين فى الموقع الذى اختاره معارضا لكل ما حدث من تجاوزات فى كل العهود اختلف مع عبدالناصر فى قضايا الحريات واختلف مع السادات فى برامج الانفتاح واختلف بعد ذلك حول بيع القطاع العام وتشريد العمال والخصخصة والديمقراطية المزيفة والزواج الباطل بين السلطة ورأس المال جلست معه مرة واحدة وخرجت يومها بانطباع لم يفارقنى إننى أمام ثائر حقيقى وإنسان مسلم العقيدة حر الفكر اختار مكانه دائما وسط جموع هذا الشعب.