نون والقلم

فاروق جويدة: محمد صلاح واتحاد الكرة

لم يجد اتحاد الكرة المصرية من وسيلة لإجهاض مشروع محمد صلاح فى أن يكون نجما عالميا يشرف مصر كلها غير أن يدخل معه فى معركة بسبب الإعلانات..ان الشاب المصرى الذى سافر وحيدا إلى أوروبا دون دعم من أحد حتى إتحاد الكرة نفسه لم يكن معه شئ وخاض تجربة قاسية فى الاحتراف متنقلا بين النوادى الصغرى والكبرى ومن خلال مشوار طويل حقق صورة عالمية لم تحدث من قبل فى تاريخ كرة القدم المصرية وبدأ محمد صلاح يجنى ثمار جهده وتعبه ومشواره سواء فى لعبه مع أحد اكبر النوادى الإنجليزية أو فى إقبال شركات الإعلانات العالمية ..إن الإعلانات لم تأت إلى محمد صلاح من اتحاد الكرة المصرية ولم تكن ضربة حظ أو واسطة أو صفقات مشبوهة ولكنها جاءت بالجهد والعمل والنجاح..ولو أن محمد صلاح بقى لاعبا مغمورا فى إحدى الفرق المصرية ما حصل على إعلان واحد ولكن الرجل صنع ذلك بصبره وموهبته وإصراره..ولكن كما يحدث فى مصر دائما انطلق اتحاد الكرة المصرية يرفع الدعاوى القضائية على محمد صلاح يريد أن يشاركه الوليمة رغم انه لم يشاركه الجهد والعمل والغربة وبعد أن كانت نجاحات محمد صلاح تغطى الصحف والمجلات والشاشات تحول إلى موضوع أخر عن صفقات الإعلانات وحق اتحاد الكرة فى شهرة اللاعب وأمجاده التى حققها بالدم والغربة فى تقديرى أن هذا أسوأ انواع الانتهازية أن تسرق أو تتحايل على نجاح إنسان لم يكن لك أى دور فى حياته أو نجاحه..إن اتحاد الكرة رأها فرصة لاقتناص بعض الأموال من جهد محمد صلاح..ليس من حق أحد فى مصر كلها أن يسرق نجاح محمد صلاح لأن الرجل قدم لمصر صورة رائعة أمام العالم كله ولم يبق غير اتحاد الكرة لكى يتسلل ويخطف من اللاعب المسكين ثمار نجاحه وتفرده..بدلا من أن نترك محمد صلاح يجيد اللعب أمام العالم ويحقق انتصارات أكبر خرج اتحاد الكرة ليلقى الأحجار عليه بدلا من أن يرسل له كل يوم باقة ورد.. مثل هذه الأمور تعالج بالحكمة والتفاوض وليس مجال فضائح الإعلام وما أكثرها.

 

نقلا عن صحيفة الأهرام

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى