- أهم الأخبارالأخبار

مئوية ثورة 1919 وحكايات سعد زغلول التي أطلقت شرارة الحرية في العالم

نون القاهرة   

أخبار ذات صلة
تحل اليوم السبت 9 مارس، الذكري المئوية على ثورة 1919، والتى لم تكن مجرد غضب شعب يرفض الاحتلال بل كانت ملحمة وطنية مصرية للحرية واسترداد الكرامة والدفاع عن الحقوق المسلوبة، فقد نجحت الثورة في تدشين مرحلة من النضال الشعبي الذى أدي فيما بعد إلى إنهاء الاحتلال وتوحيد صفوف المصريين وإرادتهم القوية في المقاومة للحفاظ على مصر دولة حرة مستقلة، وأصبحت ثورة 19 هى الشرارة الأولي للحرية والاستقلال في العالم .

 حكاية سعد زغلول

كانت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي وجاءت الحرب العالمية الأولى لتعلن إنجلترا الحماية على مصر وتسخر بريطانيا الشعب والاقتصاد لمجهودها الحربي.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أعلن الرئيس الأمريكي ويلسون حق الشعب في تقرير المصير فاستنشق مجموعة من المصريين رحيق الأمل في حرية بلدهم، وكان على رأسهم سعد زغلول ومحمد فريد وعبدالعزيز فهمي، فاتجهوا للقاء السير وينجت المندوب البريطاني للسماح لهم بالسفر إلى لندن وعرض قضية مصر، خاصة أن الاحتلال قد وصل ذروته في تدخله في شئون البلاد، بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد إلا أن المعتمد البريطاني رفض بحجة أن سعد زغلول ورفقائه لا يمثلون الشعب المصري وهُنا جاءت فكرة التوكيلات فأخذ سعد زغلول يجمعها من الناس الذين وقعوا له دون تفكير حبًا فيه وثقة في غايته وهي استقلال مصر.

جاءت النتيجة بنفي سعد زغلول ورفقائه إلى مالطه، إلا أن الشعب المصري لم يتخلّ عن زعيمه الذي حمل مطالبهم وراح ينادي بها موجهًا صدره أمام غضب الاحتلال وبدأت أحداث الثورة صباح يوم الأحد 9 مارس 1919 فثار الشعب لأجل سعد زغلول وهو ما كان أداة ضغط على الاحتلال الذي وقف عاجزًا أمام إسكات هؤلاء الثوار فأفرج عن سعد زغلول ورفائه وسمحوا لهم بالسفر لعرض قضية مصر.

الهلال والصليب في ثورة 1919

كانت الصدمة باعتراف الرئيس الأمريكي ويلسون بفرض الحماية البريطانية على مصر بعد أن لعب بآمال المصريين بقوله، إن الشعب له الحق في تقرير المصير وأرسلت إنجلترا لجنة ملنر للتحقيق في ما يجري في مصر من انتفاضات لكن المصريين قاطعوا اللجنة وعاد سعد زغلول من لندن واحتضن مصر وشعبها لكن قبضت عليه حكومة الاحتلال مرة ثانية ونفته إلى جزيرة سيشل.

لم يتخل الشعب المصري العظيم عن زعيمه فواصل انتفاضاته وهبت الثورة مرة أخرى وشهدت شوارع المدن والريف هتافات الثوار التي كان أبرزها «سعد سعد يحيا سعد»، وفي 28 فبراير 1922، أصدرت إنجلترا تصريح أعلنت فيه إنهاء الحماية البريطانية على مصر وإعلانها دولة مستقلة ثم صدر أول دستور مصري عام 1923، الذي نص على أن الأمة مصدر السلطات وأفرج الاحتلال عن زعيم الأمة.

إنجلترا التي كانت تفرض حمايتها على مصر لم تكن تأمل نهائيًا في إلغاء هذه الحماية فلجأت إلى سبل كثيرة للتفرقة بين الشعب الذي ثار عليها بقوة ووحدة وترابط لا مثيل لهم فأخذت تعمل على التفرقة بين المسلمين والمسيحيين وإشعال نار الفتنة فيما بينهم لتضربهم بهذه النار وتفرق شملهم ومن ثَّم يقل عددهم ويصبحوا قوة قليلة يمكن للاحتلال السيطرة عليها إلا أن الشعب المصري كان أذكى من دهاء الاحتلال فخرج الدعاة من المسلمين والرعاة من المسيحيين إلى المساجد وألقوا خطبًا في حضور المواطنين كافة، وشددوا على قوة الترابط فيما بينهم وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي وأن الوطن هو الغاية التي إن لم يتحرر من الاستعمار سيضيع كل من يعيش على أرضه مسلمًا كان أو مسيحيًا فرفعت المساجد الآذان ودقت الكنائس الأجراس وهتف الجميع مرددين: «يحيا الهلال مع الصليب» لتسقط أمام هذه الهتافات وهذا الشعار محاولات الاحتلال لضرب الوحدة الوطنية وتمزيق شمل المصريين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى