نون والقلم

عيد الفطر فرحة مشوبة بالحذر !!

قال عنترة بن شداد :
إذا كشف الزمان لك القناعا ومد إليك صرف الدهر باعا
فلا تخش المنية والقينها ودافع ما استطعت لها دفاعا
شهر رمضان المبارك الذي رحل عنا كان مفعما بالطاعة والإيمان والتراحم والتكافل والتواصل بين الأهل وشعور بالأمن والأمان ولكن كانت نهايته مأساوية وخطيرة حتى وصل الخطر إلى المسجد النبوي وراح ضحية العملية الإرهابية 4 من رجال الأمن السعودي ويعد رمضان الذي رحل عنا هو الأكثر دموية منذ ظهور كلاب النار تنظيم داعش الذي هم عبارة عن وحوش بشرية ﻻ تقيم وزنا وﻻ ترعى حرمة للشهر الفضيل.
إن عيد الفطر المبارك هذه السنة ياتي في أجواء مشوبة بالحذر والخوف من خطر ﻻ أحد يدري متى يقع فهناك قنابل بشرية تعيش بيننا بل في بيوتنا قد تنفجر في لحظة في مسجد أو سوق أو منتزه فهم يبحثون عن أماكن التجمع والتجمهر حتى تكون حصيلة الضحايا عالية وهنا ترتاح هذه الوحوش البشرية .
إن العيد هو فرحة للأطفال وهم بالتأكيد يبحثون عن الفرح والبهجة ولكن هذه القنابل والوحوش البشرية جبلت على الشر واغتيال الفرحة وترويع الآمنين فهم ﻻيفرقون بين طفل أو امرأة أو شيخ مسن فكل شيء يتحرك على الأرض هو هدف مسموح به لهذه العصابة بل إنهم يفرحون عندما تنجح عملية إرهابية ويكون عدد الضحايا كبيرا.
كما قلنا أن القافلة تسير والكلاب تنبح فالحياة ﻻ يمكن أن تتوقف والناس متعطشون للفرح والبهجة ولذلك نعتقد أنه رغم الحذر والخوف إﻻ أن الناس سوف يفرحون بالعيد وسوف يصطحبون أطفالهم إلى الأماكن الترفيهية والألعاب المسلية وسوف تمتلئ الأسواق والمطاعم فحب الحياة دائما أقوى من الخوف ومن الخطر .
ﻻشك أن الضربات اﻻستباقية التي قامت بها وزارة الداخلية وفككت 3 خلايا إرهابية كانت تنوي لتحويل فرحة العيد إلى حزن وصراخ وعويل قد أشاعت جوا من اﻻطمئنان بين المواطنين والمقيمين مما يشجعهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي في العيد واﻻستمتاع بأوقاتهم.
إن خطر كلاب النار داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية هو كالنار تحت الرماد ولن ينتهي لأن هناك دول تدعم هذا التنظيم وفي مقدمتها إيران رأس الأفعى لأنها لن يهدأ لها بال ويغمض لها جفن ودول الخليج تعيش في أمن واستقرار.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه خطابا شديد اللهجة للتنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها أن السعودية سوف تضرب بيد من حديد ليس فقط التنظيمات الإرهابية ولكن على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات الشباب من رجال الدين المتشددين الذين يعتلون المنابر في المساجد ويثيرون الفتنة بخطاب الكراهية الذين ينشرونه بين الناس في المجتمع ولفت إلى أن مايشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا إلى بذل قصارى جهدنا لتوحيد الكلمة والصف لنصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية سائلا المولى عز وجل أن تكتمل فرحة العيد بانقشاع هذه الغمامة السوداء ويتم القضاء على كلاب النار تنظيم داعش وبقية التنظيمات الإرهابية .
على المستوى الشخصي فإن فراق الوالدة العزيرة التي انتقلت إلى جوار ربها قبل أيام يلقي بظلال من الحزن والألم الذي يعتصر القلب ويغتال فرحة العيد فقد ترك فراقها فراغا كبيرا وسحابة سوداء من الحزن والأسى سائلا الله أن يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته. أيضا أتقدم بأحر التعازي القلبية للزميل الإعلامي والفنان المبدع محمد المنصور الذي أيضا فقد رفيقة دربه زوجته في حادث مروري مروع بعد أدائها لصلاة القيام في أحد المساجد وتوفيت معها أيضا أختها رحمهما الله وغفر لهما وأسكنهما فسيح جناته وألهم أهلهما الصبر والسلوان وﻻشك أن المصاب جلل والصدمة قوية خاصة على الزميل الفنان محمد المنصور الذي نسأل الله له الثبات والصبر على هذه المحنة وأن تكون نهاية الأحزان وأيضا نترحم على كل شهداء الإرهاب الذي سقطوا في شهر رمضان في الأردن ولبنان وسوريا والعراق وبنغلادش والمملكة العربية السعودية واليمن ونسأل الله أن يسكنهم الفردوس الأعلى كما جاء في الآية الكريمة (وﻻتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى