سيارات وتكنولوجيا

عجمان الدولي للبيئة يناقش أحدث الأبحاث العلمية حول القضايا الحيوية

تواصلت ولليوم الثاني على التوالي جلسات الدورة الخامسة من مؤتمر عجمان الدولي البيئة الذي نظمته دائرة البلدية والتخطيط في عجمان وانطلقت أعماله أمس الثلاثاء تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان وبحضور

سمو  الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي وبمشاركة نحو 205 محاضرين وباحثين ومسؤولين متخصصين، من 49 دولة، بينهم 70 محاضرا دوليا.

وشهدت جلسات المؤتمر الذي أقيم تحت شعار (التغير المناخي والاستدامة)  استعراضا شاملا لعدد كبير من الأوراق العلمية والأبحاث التخصصية في حقول البيئة والاستدامة والتنمية والطاقة المتنوعة.

ومع ختام.اعمال المؤتمر مساء اليوم الاربعاء أكد المهندس خالد معين الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الصحة العامة والبيئة في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر أن المؤتمر البيئي نجح في التركيز على اهم القضايا البيئية التي تهم المجتمع في الوقت الحالي والمستقبلي حسب الشروط و المعايير العالمية للوصول الى مدينة نظيفة بيئياً خالية من التلوث و مطبقة لأفضل الاشتراطات والقوانين التي تعنى بالمجال البيئي في العالم.

المهندس خالد معين الحوسنيأوراق علمية حديثة وثرية  

وناقش المشاركون في المؤتمر على مدى يومين ابحاثا علمية حديثة وثرية منها ورقة علمية تمحورت حول مرونة أداء الطاقة في المباني في الإمارات تجاه التغير المناخي، للباحث كيرك  شانكس، من الجامعة البريطانية في دبي، والتي كشفت عن أن 80% من استهلاك الكهرباء في الإمارات يذهب للتبريد في المباني الحكومية والسكنية، ما يبين ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام إجمالا، في حين يمكن الاستفادة من الطاقة الشمسية كطاقة بديلة وامنة خلال الأعوام القادمة، بدءا من 2020 حتى 2050، وتؤكد الدراسات، التي أجريت، تطور معدلات التبريد من 22.2% عام 2020 إلى 40% بحلول 2080، الأمر، الذي يعزز الدعوة لاستثمار العوائد الناتجة عن الطاقة الشمسية، والتصدي لتأثير تغير المناخ خلال السنوات القادمة.

حول التشريعات وقصور العقوبات

تناولت ورقة علمية ثانية التشريعات الناقصة، التي تعاقب تسرب النفط وحرق الغاز في نيجيريا، والحاجة إلى مراجعة مشروع قانون للصناعات النفطية هناك، نحو تنظيم أفضل للبيئة في قطاع النفط والغاز في البلد الأفريقي، للباحث تشوكويميكا تشوكس-إزيك، جامعة روبرت غوردون في المملكة المتحدة. وأكدت الورقة العلمية أن تسرب النفط يعد مقبرة في مختلف المجالات البيئية، كما هو الحال في نيحيريا، التي دمرت كثير من الموارد والمصادر البيئية فيها، نتيجة تسرب بقع النفط، وهو ما شكل جرس إنذار، وحسب الخبراء، أدى ذلك لتغيير معالم التضاريس الجغرافية والأراضي الزراعية، وأثر سلبا على عمليات الصيد وإيرادات الموارد الطبيعية البيئية، ما يدعو لمراجعة القوانين والتشريعات، التي تنظم الصناعات البترولية، للحد من التلوث، وارتفاع فاتورة تلك الصناعات على حساب تدمير البيئة.

«النفايات» والغازات المنبعثة  

والقت ورقة علمية أخرى الضوء على تكوين النفايات البلدية الصلبة، وإمكانات انبعاث الغازات الدفيئة من مكب النفايات، ضمن دراسة حالة من مسقط، عاصمة سلطنة عمان، لحميد سليمان، من جامعة السلطان قابوس، وقدمت الدراسة منطقة الملتقى بمسقط نموذجا لبحثها، عبر حساب كمية الغازات المنبعثة من النفايات الصلبة، ووجد الباحث أن نسبة غاز “الميثان” المنتج 2.25 جيجا جرام، يعاد استهلاكه كمصدر للطاقة البديلة، في سبيل الحد من خطر تلك النفايات.

بناء المناخ الذكي

واستعرضت ورقة علمية رابعة كيفية بناء مناخ ذكي للمحافظة على التنوع البيولوجي واستخدامه، لغابرييلا تيودوريسكو، من جامعة فالاهيا في تارغوفيست برومانيا، وتهدف إلى إنشاء “مدن خضراء ذكية”، تقلل من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون جراء إستهلاك الطاقة في العالم كله، والتحكم ببيئتنا على اختلاف تضاريسها ومواردها، عن طريق إنشاء بيئة مستدامة قائمة على المحاور الاجتماعية والاقتصادية والحكومية، الخاضعة للقوانين، والحد من مشكلتي التصحر والتكنولوجيا الرقمية، واستخدام الأخيرة بما يناسب التحديات، التي نواجهها.

الأسمنت العازل للحرارة

وضمن البحوث العلمية قدمت إحدى الأوراق العلمية، لأحمد سالم التميمي، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية، ودارت حول الخصائص الميكانيكية والحرارية لبلاط الأسمنت العازل للبرليت والمطاط، من الناحية التجريبية والتحليلية، من التحليل الحراري للأسمنت المستخدم  في المباني، وتوصل الباحث إلى أنه يعتبر جسرا حراريا جيدا، إذ يمكن نقل الحرارة الخارجية للداخل، وهو ليس عازلا حراريا بالقدر الكافي، لذا طور لجعله أكثر عزلا للحرارة، بإضافة حبيبات البيرلايت بنسبة 5%، والمطاط بنسبة 10%، والرمل 15%، ما يعطي نتائج جيدة من حيث الصلابة والمتانة والتوصيل الحراري والكثافة والإمتصاص، ويعد أكثر أمانا ومناسبا للظروف المحيطة.

أفضل الممارسات البيئية

وأكدت ورقة تحت عنوان (أفضل الممارسات البيئية، تبدأ معنا)  قدمها جونغ وان لي، من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة، في إحدى جلسات المؤتمر الدولي، أهمية عمل الشركات والحكومات المحلية والمجتمع الدولي معا. وان تدرس تأثير السياسات البيئية والأنظمة والتشريعات المعمول بها، وكيفية إدارة الحكومات المحلية للسياسات البيئية بما يخدم النظام العالمي، فيما وضع الخبراء مجموعة حلول لاستغلال تغير المناخ عالميا بما يخدم مصلحة الاقتصاد والطاقة العالميين.

الاستزراع الخضري لخفض الحرارة

وركزت إحدى الأوراق العلمية على تأثير المساحات الخضراء على المناخ الجزئي الحضري، عبر بيانات “لاندسات 8 تيرس”، بفاراناسي في الهند، للباحث أشواني كومار أغنيهوتري، من المعهد الهندي للتكنولوجيا بجامعة باناراس  الهندية، ورأت الدراسة أن التغير العالمي البطيء، المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، رفع الطلب على إستحداث وسائل للتحكم وتقليل درجات الحرارة، وهو ما تلقي الورقة بصدده الضوء على نموذج تجريبي لمدينة فراناسي، وزراعة الخضار في الظروف المناخية المحلية، ودراسة الحرارة باستخدام قاعدة بيانات “8 تيرس”. واكتشفت التجربة والدراسة أن الاستزراع الخضري لمساحات شاسعة أدى لخفض تدريجي في درجات الحرارة، وتطوير البيئة والمناخ المحليين، نحو حياة صحية أفضل.

تطوير النقل المستدام

وعرضت  ورقة أخرى، قدمها كاخا كارشخادزة، من جامعة إيليا الحكومية في جورجيا، اهمية تطوير النقل المستدام في المدن، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، عبر إدخال وقود الديزل الحيوي، الذي يعتبر من مصادر الوقود البديلة للانبعاثات الكربونية الضارة والآمنة والفعالة. وأكدت الدراسات على تطور المركبات “النانونية” لوقود الديزل الحيوي، ما أدى للاستخدام الواسع له في المحركات والآلات، وهو ما يقلل من انبعاث الغازات الضارة، المسببة للاحتباس الحراري،  ويحافظ على بيئة آمنة.

الجلسات التخصصية للمؤتمر

عقد خلال يومي المؤتمر عدد من الجلسات  المتخصصة، دارت إحداها حول مقارنة بين نظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية المستقل والمتصل بالشبكة المركبة على السطح، أدارها المحاضر عيسى محمد، وتناولت دراسة جدوى عن أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تركب على الأسطح، والطاقة الشمسية. أكد المحاضر، خلالها، أن أنظمة الطاقة المتجددة تواجه عوائق كثيرة، وهي قيد التطوير، في حين أن الربط العالي بين الطاقة الشمسية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية حسن الطاقة البيئية، الأمر، الذي انعكس إيجابا على اقتصاد الدولة وقلل فاتورة الكهرباء وأسعارها.

وتناولت ورقة  عمل أخرى، بعنوان (عينات مؤشر الاختلاف النباتي القياسي)، قدمها المحاضر ديفيد جالاش، مشكلة صعوبة إثبات قضيتنا لصناع السياسات في المنطقة، فيما يكمن الحل في عرض التبعات عليهم على المدى الطويل واثبات تاثيرها المباشر وغير المباشر.

وحملت ورشة عمل عنوان (الاقتصاد السياسي للأمن الوطني وأمن الطاقة)، أدارها البروفسور بانتيليمون سكلياس، وتطرقت إلى تأثير وفرة الموارد الطبيعية على الأمن الوطني. أكد فيها المحاضر أن الإمارات تهتم بالمحافظة على المصالح القومية بشكل خاص، وتكشف البيانات المتوفرة عن أن الاعتماد على “البترول” يجب أن يتغير، وتنويع الموارد الطبيعية بات قضية هامة منذ 2007، وفي ظل أن الدولة منتجدة للطاقة، عليها تنويع مصادر الدخل والناتج القومي.

وقدم المحاضر خالد جلال أحمد ورشة عمل عن إمكانية إنشاء نظام “سيب”، المتوافق مع قوانين البناء والاستدامة في قطاع الإسكان الحكومي في الإمارات، باحثا آليات التغلب على الجمود في التصميم، وتحقيق الاستدامة الاجتماعية، عبر تشييد مبان مناسبة، وإنشاء مبان عازلة للصوت

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى