نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب:زمن العجائب.. فرنسا تطلب من أمريكا عدم التدخل في شؤونها الداخلية!

ماذا ترك الكبار للصغار في دول العالم حينما يتراشق زعماء دول كبرى بالكلمات (المتناطحة) في الأزمات السياسية؟ فقد هاجم الرئيس الأمريكي (ترامب) يوم السبت الماضي اتفاق باريس حول المناخ، واعتبر أن تظاهرات (السترات الصفراء) في فرنسا تثبت فشل هذا الاتفاق، فرد وزير الخارجية الفرنسي (لودريان) مطالبا (ترامب) بعدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لفرنسا، وكذلك قال الرئيس الفرنسي (ماكرون) نفس الشيء حول تصريحات (ترامب). وقال (لودريان): (نحن لسنا طرفًا في النقاشات الأمريكية. اتركونا نعيش حياتنا.. حياة آمنة).

إنه زمن العجائب.. فرنسا تطلب من أمريكا عدم التدخل في الشؤون الداخلية الفرنسية على خلفية مظاهرات حركة (السترات الصفراء) الاحتجاجية، وهما (أمريكا وفرنسا) ومعهما دول أوروبية كثيرة، وكذلك كندا يتدخلون في الشؤون الداخلية لدول كثيرة، ومنها؛ البحرين والسعودية والإمارات والكويت ومصر والأردن والسودان والمغرب وتونس ودول آسيوية كثيرة.

الدول الغربية -عمومًا- لا تريد أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية، ولكنها تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون الآخرين! ما يعبر عن النظرة الاستعلائية التي يتعاملون بها مع الدول الأخرى التي لا تختلف كثيرًا عن عقلية (المستعمر القديم) للحكومات والشعوب الأخرى؛ أي بمعنى اعتبار أنفسهم أنظمة ديمقراطية راقية، والآخرين أنظمة متخلفة بربرية!

التراشق الإعلامي الذي يحدث حاليا بين أمريكا وفرنسا يثبت أن الأنظمة الديمقراطية (الراقية) هي الأخرى غير محصنة ضد التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. فحتى الآن وعلى الرغم من مضي سنتين تقريبًا على اتهام (واشنطن) لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح (ترامب) فإن هذه المسألة لا تزال تقف (حجر عثرة) في العلاقات بين البلدين. وهناك تقارير إعلامية روسية قالت إن أمريكا هي التي تقف خلف حركة (السترات الصفراء) الاحتجاجية في فرنسا لتحجيم طموحات الرئيس الفرنسي (ماكرون) الذي يتطلع إلى زعامة أوروبا وتأسيس (جيش أوروبي موحد) لمواجهة أمريكا أو روسيا أو الصين.

افعلوا ما تريدون بأنفسكم يا كبار العالم.. فقط كفوا شركم عنا.

نقلا عن صحفية الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى