شيماء منصور تكتب: طارق شوقي.. فصبر جميل

أخذ علي عاتقه حملا ثقيلا رفض الكثير ممن سبقوه الاقتراب ولو خطوة واحدة من محاولة ترميم جزء منه أو وضع خطة أو رؤية تصلح الوضع قليلا..

ورغم أن النداءات التي تصاعدت مراراً وتكراراً للمطالبة بمحاولة ولو بسيطة لإنقاذ أجيال يضيع عمرها هباء في محاولة للحاق بركب التقدم ولكن هيهات.. فلا الإمكانيات أو البنية أو حتى النية موجودة.

ولكن عندما جاء الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم وأراد الإصلاح متحملا جبالاً من الهجوم ومحاولات إثناءه عما يقوم به أو يفكر في تطبيقه فيما يراه أنه قد يصلح شيئا فوجئ ومازال بـ«التنين المجنح» الذي يخشي أي تغيير أي تطوير فبعد أن كانت الاتهامات بأنه يعيش في عالم آخر مليء بالأحلام لا مكان للواقع فيه.. أصبح الهجوم تخوفات ماذا لو .. وماذا لو… وتناسوا مقولة العالم الراحل «أحمد زويل» بأن الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.

ما نحتاجه في مصرنا هو الصبر قليلا والاطمئنان بأن مستقبل أطفالنا لن يكون مشرقا حال الاستمرار في «احفظ علي علته» علشان الامتحان.. «اتعب دلوقتى علشان ترتاح بعدين.. ذاكر أو غش وادخل طب أو هندسة» والنتيجة ضحايا من بيننا سواء تدمير في نفسية أبناءنا أو حتى الذي يخيل له أنه نجي فيصطدم بمنظومة عقيمة كتلك التي تخرج منها تدار بنفس العقلية والرؤية الضحلة التي ستكون ديناصور منقرض بعد خطوة واحدة مما نحن عليه الآن.

أعترف أنه عندما تولي الدكتور طارق شوقي حقيبة التعليم وتحدث عن خيوط رؤيته للإصلاح، كنت أقول لنفسي ولمن حولي «الكلام جميل جدا.. ولكنه سينجح علي الورق فقط، لأن الواقع بمدارسنا متدهور ومتدني بشكل يصعب معه المغامرة المحفوفة بالمخاطر للإصلاح».

ولكن ما كنت أراه مستحيلا أصبح شيئا فشيئا ممكنا بقدر أبهرني، مسئولا لا يكل ولا يمل ذهابا وإيابا لكل مكان ومن كل مكان يطور أكثر من استطاعته متحديا عقبات وعوائق كثيرة، أبهرني استجابة العديد ممن يعملون تحت رئاسته وكيف أصبحت رؤيتهم بهذا النضج بعد أن كانوا يشبهون «مدام عفاف اللي في الرابع».

لا أقول أن الأمر أصبح ورديا وأعترف أنه يوجد أخطاء كثيرة ولكنى آري الأمر منطقيا وكل ما يتطلبه الصبر قليلا.. فصبرا جميل والله المستعان.

موضوعات ذات صلة: