اخترنا لكدوشة فنية

« جواسيس » الجيل الرابع من الحروب

 

جواسيس الجيل الرابع من الحروب” كتاب جديد  للكاتبة الصحفية حنان أبو الضياء،  صادر عن دار كنوز للنشر ، تحاول الكاتبة الأقتراب من زمننا  الذى اصبح كل شئ فيه مشاع …حتى الصلوات تباع..يرتدى فيه القتلة والسفاحين مسوح القديسين ،وتبكى الامبريالية العالمية على الديمقراطية وحقوق الأنسان  ..ولأن لكل مرحلة سياسية كتّابها ومفكروها وفلاسفتها.

ففي عهد ديجول ؛تشرشل؛عبد الناصر ؛نهرو ،كان هناك بيرتراند راسل ؛جان بول سارتر وألبير كامو برنارد شو؛ ورولان بارت وميشال فوكو وريمون آرون وفرانسوا مورياك وفرنان بروديل. وفي عهد ساركوزي ، وهولاند وبوش الاب والابن واوباما فلاعجب ان يكون نجم نجوم الفلاسفة فيها الجاسوس الاكبر برنار هنري ليفي الصهيونى ؛  ومفكرها  طارق رمضان  وشكلته  ؛وداعمها  ومفجرها برنارد لويس ؛ومحركها جورج سورس .

أننا أمام جواسيس يحملون لقب مفكرين وكتاب ….فعندما تتحول الجندية وشرفها الى حساب فى البنك ؛فلاعجب اذا من ميلاد الجيل الرابع من الحروب Fourth-Generation Warfare (4GW)؛أو “الحرب اللا متماثلة” ذلك الصراع الذي يتميز بعدم المركزية بين أسس أو عناصر الدول المتحارَبة من قِبل دول أخرى . هذا المصطلح  المستخدم لأول مرة في عام 1989 من قبل فريق من المحللين الأمريكيين ، من بينهم المحلل الأمريكي ويليام ستِرگِس ليند لوصف تلك  النوعية من الحروب ؛لتسدل الستار  على حروب الجيل الأول؛ التقليدية القائمة بين دولتين من جيشين نظاميين ،والتى تواجدت مابين عامى من 1648 حتى 1860والتى تلاها- حروب الجيل الثاني؛حرب العصابات  Guerilla War) )ودارت رحاها في دول أمريكا اللاتينية.

أما حروب الجيل الثالث ؛تلك الحروب الاستباقية Preventive War مثل الحرب على العراق مثلاً ، وأول من أبتكرها وأستخدمها   الألمان في الحرب العالمية الثانية ؛ويطلق عليهاحرب المناورات ؛وفيها يستخدم عنصرى  المفاجأة  والسرعة ؛وتكونً الحرب وراء خطوط العدو .

أما حروب الجيل الرابع فأخترعت وطورت من قبل الجيش الأمريكي وتعتمد على ضرب مصالح الدول الأخرى ؛الحيوية كالمرافق الإقتصادية وخطوط المواصلات لمحاولة إضعافها أمام الرأي العام الداخلي بحجة إرغامها على الانسحاب من التدخل في مناطق نفوذها ؛وتستخدم فيها منظمات المجتمع المدني والمعارضة والعمليات الأستخبارية والنفوذ الأمريكي في أي بلد لخدمة المصالح الامريكية أولا وأخيرا ؛ وعناصرها الإرهاب؛و الشخصيات غير الوطنية والمتعددة الجنسيات ،والإعلام العميل المتلاعب بالنفوس والمسيطر على العقول ،والدول المستفيدة والطامعة فى التهام خيرات الشعوب ؛مستخدمين كل الضغوط المتاحة – السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية فى تلك الحروب تعمل على إنهاك وتآكل إرادة الدولة المستهدَفة ببطء وبثبات من أجل اكتساب النفوذ وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها فى النهاية .

تلك الحروب لاتعمل على أسقاط الدول واختفاؤها،  بل تظل موجودة ولكن مع التحكم الكامل فى مواردها وقدراتها، كما حدث مع العراق وليبيا  ؛ويتم أستعمار الدول بالتحكم الفكرى والسياسى لنظام الحكم والسيطرة عليه كاملا، بحيث تصدر القرارات والسياسات؛ لا لتعبر عن إرادة الشعب، بل لتعبر عن إرادة الدولة التى احتلت وسيطرت.

.أنه نوع من الاستخدام اللا اخلاقى  للقوة الناعمة  Soft power ذلك المفهوم الذى صاغه جوزيف ناي من  جامعة هارفارد لزيادة القدرة على الجذب ؛دون الاكراه أو استخدام القوة كوسيلة للاقناع.ولكن للاسف استخدام من قبل القوى الامبريالية للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية ؛ وبالضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية.

وفى هذا الجيل من الحروب لعب الطابور الخامس دوره المنوط به بكل خسة ودناءة؛منفذا المخط الامريكى  العامل على خضوع العالم تحت قوة أحدية القطبية للامبريالية والصهيونية العالمية ؛أنه طابور من الجواسيس يستخدم من حقوق الانسان قناع يخفى ورائه نصاله الموجهة الى قلوب الانسانية.ويعلق جشعه على شماعة قهر العالم الواقع تحت الاحكام المستبدة؛ويحول فكرة الخلاص من النظم الديتكاتورية الى دعاوى هدامة لفوضى يقرونها كذبا بالخلاقة ؛فتسقط الدول ويعم الفساد ؛وتتناحر الشعوب فيما بينها ؛والغلبة حيئذا للشيطان الاكبر!.

والعجيب أن أول من أنتبه لها وتعامل معها هو “الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو شافيز “فطور من عقيدة ضباطه العسكرية ..ويالها من حروب الجندى فيها جاسوس يضحى بدماء ووطنه من أجل حفنة دولارت ؛يحارب على صفحات التواصل الاجتماعى ؛وشاشات الفضائيات ؛سلاحه صوت جهورى ؛وسلسلة من الاكاذيب ؛وقدرة فائقة على خلط الحق بالباطل ؛متلفحا بدماء شهداء هو أول من طعنهم فى ظهورهم ؛ومنشدا شعارات جوفاء ظاهرها الرحمة وباطنها ضياع الشعوب….أنهم جواسيس الجيل الرابع من الحروب ؛الطابور الخامس من شاشات الفضائيات  والغرف  المغلقة الى الميادين.

حنان

 

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى