- أهم الأخباراخترنا لكعالمي

جاك شيراك.. «بلدوزر» فرنسا الذي عارض حرب العراق

 نون أ ف ب   

توفي الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الذي طبع الحياة السياسية الفرنسية على مدى عقود صباح الخميس عن 86 عاما وسيتذكره العالم على الدوام بسبب رفضه الانضمام إلى الحرب على العراق عام 2003.

وقال سالا-بارو زوج ابنته كلود شيراك لوكالة فرانس برس إن «الرئيس جاك شيراك توفي هذا الصباح بين عائلته بسلام».

ولزمت الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ دقيقة صمت في ذكراه، على الفور.

وقال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران إن «جاك شيراك بات الآن جزءا من تاريخ فرنسا» مضيفا «فرنسا على صورته: متقدة وفي بعض الأحيان تشهد تناقضات».

من جهته قال الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، «جزء من حياتي رحل اليوم».

وسارع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى التعبير عن تأثره البالغ إثر تلقيه نبأ وفاة الرئيس الأسبق.

وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية مينا اندرييفا نقلا عن يونكر إن «أوروبا لا تخسر فقط رجل دولة عظيما إنما الرئيس يخسر أيضا صديقا مقربا».

كما نعى رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري اليوم الخميس، جاك شيراك الذي كانت تجمعه علاقة صداقة متينة بوالده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وقال الحريري في بيان «غاب عن العالم اليوم رجل من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا».

تولى جاك شيراك رئاسة الجمهورية الفرنسية بين 1995 و2007 وأمضى 12 عاما في قصر الاليزيه ما جعله الرئيس الفرنسي الذي قضى أطول فترة في السلطة بعد الحرب، بعد سلفه الاشتراكي فرنسوا ميتران.

وعلى الساحة الدولية، سيذكر العالم جاك شيراك بشكل أساسي بسبب معارضته الولايات المتحدة برفضه الدخول في حرب العراق عام 2003.

على الصعيد الداخلي، تميزت رئاسته باعترافه بمسؤولية الدولة الفرنسية عن جرائم من كانوا متواطئين مع النازية وتوجيهه نداء في مواجهة تدهور البيئة في العالم.

جاك شيراك كان شخصية رئيسية في اليمين الفرنسي وتولى أيضا رئاسة الوزراء مرتين بين 1974-1976 و 1986-1988 وكان رئيسا لبلدية باريس من 1977 حتى 1995.

لقب جاك شيراك بالعديد من الألقاب منها «البلدوزر- النملة – الفارس»، حيث كان فارسا في أعماق قلبه فقد اتسمت حركته السياسية الدائمة بمحاولة منع أسوأ الخيارات وهي الحرب لنزع سلاح الدمار الشامل العراقي.

الذين يعرفون شيراك أو « جاكو» كما يطلق عليه رجل الشارع الفرنسي يحب فيه إنسانيته إذ لم يفاجئ أحد بتصميمه ولا بإصراره على كسب أي معركة منذ اكتشفه الرئيس الراحل جورج بومبيدو الذي أطلق عليه لقب «البلدوزر»، وبعد نجاحه في الانتخابات التشريعية في منطقة الكورنير ضم جاك شيراك إلى ألقابه لقب جديد وهو «النملة » حيث لا يتعب ويصمم على النجاح وهي المقومات التي نجح بها شيراك في أن يكون صاحب أطول سنوات في السلطة الفرنسية بعد الحرب العالمية.

لم يظهر جاك شيراك علنا في السنوات الماضية إلا نادرا وكان من المعروف أنه يعاني مشاكل صحية، ويعود آخر ظهور علني له إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2014 في متحف كي-برانلي في باريس الذي يحمل منذ ذلك الحين اسمه.

كان جاك شيراك يحظى بشعبية كبرى منذ أن غادر السلطة، لكنه تعرض لهزائم انتخابية قاسية. في العام 1988 هزمه فرنسوا ميتران إلى حد أن زوجته برناديت صرحت يائسة «أن الفرنسيين لا يحبون زوجي».

بعد 12 عاما أدى حل الجمعية الوطنية الذي كان يفترض أن يعزز غالبيته في هذا المجلس إلى هزيمة قاسية لليمين في فرنسا.

ثم بدأت متاعب جاك شيراك مع القضاء بعد انسحابه من الحياة السياسية، في العام 2011 أصبح أول رئيس سابق يحكم عليه في فرنسا بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية وظائف وهمية في بلدية باريس حين كان يتولى رئاستها.

كان جاك شيراك أبا لابنتين، لورنس التي توفيت في نيسان/ابريل 2016 وكلود التي كانت مستشارته الإعلامية.

 

أخبار ذات صلة:

  1. وفاة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك
  2. إصابة جاك شيراك بالتهاب رئوي حاد
  3. تدهور صحة “جاك شيراك”و نقله إلى المستشفي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى