نون والقلم

المسجد الأقصى الجريح

المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى سيّد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، لا يكاد يُذكر في رمضان، فقد شُغل عنه المسلمون بخلافاتهم المذهبية وبحروبهم الطائفية، كان هو القضية الإسلامية الأولى، أما الآن فقد غاب عن وسائل الإعلام كما غاب عن القضايا الكبيرة في المنطقة، وهذا ما يريده المحتل الصهيوني.
كل المساجد في رمضان تتزاحم فيها صفوف المصلين، وتصدح مآذنها بتراتيل القرآن الكريم، وتمتد فيها موائد إفطار الصائمين إلا هذا المسجد الجريح إلا من طائفة ما تزال على الحق ظاهرة، وهي قليلة العدد، لكنها قوية الصمود.
لعل أبرز ما نتج عن الأحداث الطائفية التي نصب شباكها الأعداء وسقط فيها العرب هو هذا التناسي للقدس والمسجد الأقصى، يذكرون سايكس بيكو الأولى التي انتهت صلاحيتها وفق الاتفاق عليها هذا العام (2016م) ويتناسون اتفاقية سايكس بيكو الثانية التي حُبكت خيوطها بدقة ولم يعلن عن اتفاقاتها السرية، لكن هذا التجاهل للمسجد الأقصى ولفلسطين هو نتيجة ظاهرة لا تخفى، فلم تعد تذكر قضية فلسطين ولا المسجد الأقصى، ولا حق العودة للشعب الفلسطيني، إلا ما يتردد بين حين وآخر عن التنسيق الأمني، وهو في كل الأحوال في مصلحة العدو الصهيوني المحتل.
صحيح أن العرب شغلوا بمشكلات داخل أوطانهم، ووقعوا في فخ الطائفية ولم يعد أحد منهم يذكر القضية الأساسية حتى المفكرون منهم من سكت ومنهم من أُسكت، لكن هذا صار واضحاً في رمضان الذي شغلت فيه فضائيات العرب بالسخرية أو العري أو نقل الدماء السائلة في المدن العربية ليس مع عدو بل بين العرب أنفسهم الذين ثاروا للطائفية المقيتة، وصار العدو المتربص عونًا لهم في إذكاء حروبهم المهلكة لبلدانهم بأيديهم لا بأيدي العدو.
من الشعر في رثاء المسجد الأقصى عندما احتله الصليبيون:
ويا قلبُ، أسعْر نار وجدك كلما
خبت بادّكارٍ يبعث الحسراتِ
على المسجد الأقصى الذي جل قدره
على موطن الإخبات والصلوات
على سُلّم المعراج والصخرة التي
أنافت بما في الأرض من صخرات
على القِبْلة الأولى التي اتجهت لها
صلاة البرايا في اختلاف جهات
إن لم يكن هناك تراويح وقيام في المسجد الأقصى فلا أقل من تذكره في وسائل الإعلام، والتنبه أن نسيانه من نتائج الطائفية التي أسعرها العدو.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى