اخترنا لكسيارات وتكنولوجيا

القمر الاصطناعي الإماراتي « خليفة سات » يستقر في مداره بنجاح

في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل الدولة الحافل في مختلف المجالات، ويؤسس لمرحلة جديدة في قطاع الفضاء الوطني، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء نجاح إطلاق القمر الاصطناعي الإماراتي “خليفة سات”، الذي يُعد أول قمر صناعي إماراتي صُنع بالكامل في الدولة وبأيدي مهندسين إماراتيين 100%، ويعتبر من أكثر الأقمار الاصطناعي تطوراً في فئته وهو مُخصص لأغراض مراقبة ورصد الأرض، حيث تم الإطلاق من مركز “تانيغاشيما” الفضائي في اليابان على متن الصاروخ (H-IIA) في تمام الساعة 1:08 بعد الظهر بتوقيت اليابان (8:08 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات).

وقد تابع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أول اتصال مع “خليفة سات” من المحطة الأرضية في مقر المركز، حيث أعرب سموه عن عظيم سعادته بهذا الإنجاز الكبير الذي يمثل إضافة مهمة تحققت بسواعد أبناء الإمارات وشبابها الذين يعانقون بطموحاتهم عنان السماء، ونجاح جديد في مسيرة تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، وتأكيد ريادة دولتنا في هذا المجال إقليمياً وعالمياً.

وقد وجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد أسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولشعب الإمارات، بهذا الإنجاز التاريخي الذي وصفه سموه بأنه يمثل خطوة جديدة تقترب بها دولة الإمارات من المستقبل الذي تنشده مبرهنةً امتلاكها كافة مقومات التميز في مجال العلوم الحديثة التي تتخذ منها أساساً لجهود التطوير والتنمية في شتى قطاعاتها.

وأكد سموه بالغ اعتزازه بهذا الإنجاز المهم الذي يضيف فصلاً جديداً إلى سجل تميز الإمارات ويؤهل لمرحلة غير مسبوقة تثبت فيها دولتنا جدارتها بتصدر المشهد العلمي في المنطقة، بأيدي أبنائها المخلصين الذي ساهموا في تقديم سلسلة من الإنجازات المشرّفة ليس فقط في المجال العلمي الذي تتجلى ملامح التفوق فيه بإطلاق القمر الاصطناعي “خليفة سات” بنجاح، ولكن أيضا في شتى المجالات بما يرقى إلى تطلعات دولة الإمارات قيادةً وشعباً، موجهاً سموه تحية إعزاز وتقدير لكل من ساهم في هذا الإنجاز لاسيما الطاقم الهندسي والعلمي الإماراتي الذي تم بناء القمر على يديه بنسبة 100%، بما تمثله تلك الخطوة من قيمة علمية عالية ومردود استراتيجي كبير.

وقال سموه: “مع احتفائنا بـ”عام زايد” وبينما نحن على مشارف الاحتفال بمناسبات وطنية غالية، يسرنا أن نحتفل اليوم كذلك بإنجاز مهم حققه أبناء الإمارات ليؤكدوا به أن دولتنا لا تكتفي بمواكبة ركب التطور العالمي، بل تحرص على أن تكون في مقدمة صفوفه كشريك في قيادة جهود التطوير نحو مستقبل واعد يحمل الخير لمنطقتنا والعالم، وينعم فيه الجميع بأسباب التقدم والازدهار. نشدُّ على أيدي شبابنا وندعوهم لمضاعفة العمل نحو قمم علمية جديدة، ليرسّخوا الثقة الكبيرة التي تضعها دولة الإمارات قيادة وشعبا في جيل الشباب وقدرتهم على تحمل مسؤولية البناء والتطوير على أكمل وجه ممكن”.

وقد شهد عملية إطلاق “خليفة سات” كل من معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة خالد العامري، سفير الدولة لدى اليابان، وسعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، وسعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام المركز، وسعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، والمهندس سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية بمركز محمد بن راشد للفضاء.

وفور وصول “خليفة سات” إلى مداره حول الأرض على ارتفاع 613 كيلومتراً تقريباً، في تمام الساعة 9:33 صباحاً أي بعد 85 دقيقة من إطلاقه، استقبلت محطة التحكم الأرضية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء أول إشارة من القمر الصناعي بنجاح. ومن المنتظر أن يبدأ “خليفة سات” بإرسال الصور والبيانات التي يلتقطها إلى محطة التحكم تِباعاً، حيث يوفر صور عالية الوضوح وبمواصفات تتوافق مع أعلى معايير الجودة في قطاع الصور الفضائية على المستوى العالمي بدقة تبلغ 0.7 متر بانكروماتي 2.98 أمتار في نطاقات متعددة الأطياف، إذ تعتبر درجة الوضوح التي تتميز بها صور “خليفة سات” من الأعلى عالمياً، وذلك لتلبية احتياجات المؤسسات الحكومية والخاصة حول العالم.

ويتميز “خليفة سات” بخاصية استثنائية من حيث الوزن، فهو يعد من أفضل الأقمار الاصطناعية– في فئته الوزنية – في مجال توفير الصور عالية الجودة، حيث يبلغ طوله متران ووزنه 330 كيلوغراماً، كما تقدر سرعة القمر الاصطناعي بـ 7 كلم/ثانية، بما يقارب 14 دورة ونصف حول الأرض يومياً.

ويمتلك “خليفة سات” خمس براءات اختراع، ويتضمن سبعة ابتكارات فضائية تشمل: كاميرا تصوير ذات درجة وضوح عالية؛ وتقنيات لزيادة سرعة تنزيل الصور؛ وتقنية للتواصل مع القمر من أي مكان في العالم؛ وتقنيات لتحريكه في الفضاء الخارجي لتوفير صور ثلاثية الأبعاد بكمية أكبر؛ إضافة إلى تقنية للتحكم الآلي بالقمر؛ وتقنية لتحديد مواقع التصوير؛ وكذلك إدخال تحسينات على سرعة الاستجابة وتطوير دقة تحديد مكانية عالية.

وبهذه المناسبة، أعرب مسؤولو مركز محمد بن راشد للفضاء عن سعادتهم بالإطلاق الناجح لأول قمر صناعي إماراتي 100% يتم تطويره بالكامل بأيدٍ وكفاءات إماراتية، نظراً لما يشتمل عليه من تقنيات متطورة توفر خدمات قيّمة للمستخدمين، حيث يوفر القمر صوراً عالية الوضوح، الأمر الذي سيتيح للمنظمات والمؤسسات الحكومية والخاصة الوصول إلى نتائج أدق في الدارسات التي تجريها، وهو الأمر الذي سيسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للبشرية.

وقال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: “يملؤنا الفخر لنجاح إطلاق القمر الاصطناعي “خليفة سات” الذي يحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة ،حفظه الله، ونحن في “عام زايد”، ما يؤكد تصميم وعزيمة أبناء الإمارات على تحقيق رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي آمن بأن بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان الذي يشكل أساس أي عملية حضارية وتنموية ومحور كل تقدم حقيقي، وتواصل المسيرة من بعده القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للوصول بدولة الإمارات لأن تكون من أفضل دول العالم من خلال مشاركة الجميع في صناعة المستقبل عبر استشراف تحدياته وآفاقه، والعمل على تحقيق طموحات هذا الوطن التي لا حدود لها”.

وقال سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: “نهدي هذا الإنجاز الإماراتي الجديد إلى قيادتنا الرشيدة التي آمنت بقدرات أبناء وبنات الوطن ووفرت لهم جميع الإمكانات اللازمة لتصميم وبناء أول قمر صناعي إماراتي بالكامل في مركز محمد بن راشد للفضاء، وإلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، الذي كان متابعاً لجميع مراحل تصميم وتصنيع وإطلاق “خليفة سات” وكان لدعم وتشجيع سموه دوراً كبيراً في إطلاق طاقات فريق العمل الذي استطاع بناء أحد أكثر الأقمار ا الاصطناعية تطوراً. إذ يشكل إطلاق “خليفة سات” نواة لقطاع الصناعات الفضائية في الدولة وخطوة جديدة في مسيرة ريادة دولة الإمارات في مجال تكنولوجيا وعلوم الفضاء”.

وبدوره، قال عامر الصايغ، مدير مشروع “خليفة سات” في مركز محمد بن راشد للفضاء: “إن إطلاق القمر الاصطناعي “خليفة سات” قد أثبت قدرة أبناء الوطن على تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، ونجاح استراتيجية مركز محمد بن راشد للفضاء في إعداد وتدريب الكوادر الوطنية التي نجحت في تطوير عدة ابتكارات جعلت من خليفة سات قمراً صناعياً رائداً، بالإضافة إلى مزايا استثنائية من حيث الوزن وجودة ووضوح الصور، وسرعة تحميل البيانات وتحليلها جعلته من بين الأفضل في فئته، وأيقونة علمية وتقنية في مجال تصنيع الأقمار الاصطناعية، وأهنئ بهذه المناسبة التاريخية كل أفراد فريق “خليفة سات” الذي عمل على تطويره ومتابعة عملية إطلاقه بنجاح، وأتوجه بالشكر الجزيل لمسؤولي مركز محمد بن راشد للفضاء على الدعم الغير محدود الذي قدموه لنا في استكمال مراحل هذا المشروع الوطني.

يوفر صوراً ثلاثية الأبعاد بدقة عالية وسرعة استجابة فائقة

يتميّز “خليفة سات” بنظام متطور لتحديد المواقع يوفر عدداً كبيراً من الصور ثلاثية الأبعاد في المرة الواحدة بدقة عالية وبسرعة استجابة فائقة، وسيتم استخدام هذه الصور في جهود رصد التغيرات البيئية وتأثيرات الاحتباس الحراري في العالم، وإدارة التخطيط العمراني بشكل فعّال، فضلاً عن مساعدة جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية. كما يمتاز “خليفة سات” بسعة تخزين كبيرة وسرعة عالية في تحميل الصور والبيانات، ما يتيح التقاط عدد أكبر من الصور في وقت أقل.

ثالث قمر صناعي يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء

“خليفة سات” هو ثالث قمر صناعي يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء، بعد كل من “دبي سات-1″ و”دبي سات-2” ويتميّز عن نظيريه السابقين بأنه أول قمر صناعي في الإمارات والمنطقة يتم تطويره بالكامل على أيدي فريق مختص من المهندسين الإماراتيين.

مواصفات تقنية عامة لـ “خليفة سات”

يتخذ القمر الاصطناعي تصميماً سداسي الأضلاع، ويتم تزويده بالطاقة عن طريق أربعة ألواح شمسية قابلة لإعادة التوزيع مثبتة على جوانب الهيكل، ويتألف الناقل من سطحين ولوح علوي واقي من الشمس مصنوع من مادة البلاستيك المقوى بألياف الكربون لحماية نظام التصوير من الإشعاعات الكونية الضارة وأشعة الشمس والتقلبات الحادة في درجات الحرارة.

وحدة تحكم أرضية للقمر الاصطناعي

تدعم المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء في دبي القمر الاصطناعي “خليفة سات” من خلال ثلاث أنظمة فرعية أساسية هي: النظام الفرعي للهوائي والترددات الراديوية، حيث يتم إصدار أوامر التصوير، وإرسال التعليمات إلى القمر الاصطناعي، واستقبال المعلومات، إضافة إلى تحميل الصور المرسلة من خلال تغذية إكس باند X-band.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى