نون والقلم

الدولة الإجرامية وليست الإسلامية

“>«داعش» صنيعة ضد الاسلام والمسلمين، ليس لتشويه صورة الاسلام في العالم فحسب، وانما في اضراره وارهابه الموجه ايضا، خصوصاً للمسلمين، وها هي الايام تثبت للجميع ان هذا التنظيم ما زال يقاوم، لا بقوته أو بعتاده، بل بفضل دعم خارجي يتلقاه، لكن لم تنكشف أوراقه الكاملة بعد.
لماذا يسمونه تنظيم الدولة الاسلامية، واعماله مناقضة لدين الاسلام؟ لماذا يربط الاسلام اعلامياً بهذا التنظيم الخارجي والاسلام بريء منه؟ كيف يترك لقيادات هذا الارهاب العالمي تشويه صورة الاسلام في الكرة الارضية من دون مواجهتهم، عالمياً واعلامياً، من الدول والمنظمات الاسلامية التي يغيب دورها الاعلامي بهذا الشأن؟
ماذا جنى العرب والمسلمون من هذا التنظيم المشبوه؟ لقد شق صفوف الثورة السورية، وتولى قتالها نيابة عن النظام السوري حتى اطال امد الصراع في سوريا، ثم دخل العراق فاستولى على الانتفاضة الشعبية ودمرها حتى ضاعت هويتها، ثم تفنن هذا التنظيم الخارجي في قتل وتعذيب الناس، وتباهى بتمثيله بالجثث واختطافه للناس واعتدائه على النساء، وأخيراً ها هو يوجه افراده للانتحار في دول الخليج بتفجير انفسهم في المساجد والمصليات، فمن يشك بعد ذلك ان هذا تنظيم اسلامي أو تديره جماعة تدعو للاسلام؟
من اين لتنظيم الدولة الخارجية المسماة داعش بالاموال والمعدات والاسلحة؟ من يسهل التحاق الاجانب والغربيين به؟ لماذا تنشط مواقع هذا التنظيم في شبكة الانترنت بكل اللغات بلا ملاحقة ولا تضييق؟ كيف سقط الجيش العراقي امامه في ساعات وتركه يسرح ويمرح في أوصال العراق؟ لماذا تركزت اعماله الارهابية في السعودية والكويت بعد الحرب على الانقلابيين الحوثيين؟ من يصدق ان هذا التنظيم المارق قام وحده ويستمر وحده لولا دعم خارجي عظيم من دول واستخبارات عالمية لها مصلحة في استمرار فوضى العرب والمسلمين؟
إن المطلوب من دول مجلس التعاون الخليجي ومن منظمة المؤتمر الاسلامي مواجهة هذا التنظيم الخارجي المشوه للاسلام، واعلان الحرب، الفكرية والاعلامية والتقنية، ضده لوقف التحاق المخدوعين والمغرر بهم من شباب المسلمين، فتنظيم داعش صنع للفتك بالمسلمين لا لنصرة الاسلام.. «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
***
إضاءة تاريخية: 1991 في حرب تحرير الكويت أودع العراق 143 طائرة عراقية مقاتلة في ايران كأمانة تسترجع بعد الحرب خشية من قصفها من قوات التحالف.

نقلا عن صحيفة القبس الكويتية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى