اخترنا لكنون والقلم

التغيير الجذري لكل المُتسلطين نهاية الفساد وبداية الخلاص

لأكثر من ثلاثة عشر عاما والعراق يعاني من فوضى خلاقة كما خطط لها المحتل الأمريكي الصديق والحليف والمُحرِّر والولي…، حسب توصيفات من بارك وصفق له وسار في ركبه، وانهيار تام في كل المجالات السياسية والأمنية والخدمية وغيرها، ولم تستطِع الكتل والأحزاب السياسية الداخلة في العملية السياسية بشخوصها، من تحقيق الحد الأدنى من واجباتها تجاه الشعب الذي صوت لها، بل أنها قادت الوطن والمواطن إلى مربع الموت ومستنقع الفساد وجحيم الحرمان، فهم إما أن يكونوا فاشلين لا يفقهون شيئا من أدبيات السياسة والقيادة والإدارة، أو أنهم مفسدون انتهازيون يعيشون  حبيسي الذات والأنا، فلا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية ومصالح من ارتبطوا به من الجهات الخارجية، وعلى رأسها المحتل الأخطر والأشرس إيران، فلا جود لشيء اسمه الوطن والمواطن في قاموس تفكيرهم وسياستهم النتنة.
وعلى كلا الاحتمالين فهم لا يصلحون لقيادة البلاد وإدارة شؤون العباد، والواقع المأساوي والتجربة المريرة أثبتت ذلك بكل بوضوح، وقد كشفت ردود أفعالهم تجاه التظاهرات التي خرج بها الشعب العراقي المسحوق، كشفت خبثهم وقبح سرائرهم، أمام مَن كان مُغرَّر بهم طيلة هذه المرحلة بفعل أفيون المرجعية وفتاواها التي أمرت بانتخابهم ودافعت عنهم، حتى أنهم اظهروا عدم اكتراثهم بثورة الشعب الغاضب، بسبب سياسة التسويف والتخدير والمماطلة والتسويف والانتهاز التي ينتهجها العبادي والمرجعية مع مطالب المتظاهرين، وعدم محاكمة أياً من المفسدين، يضاف إليها سياسة القمع والخطف والاعتقال والابتزاز التي تمارسها المليشيات التي تقودها إيران حاضنة الفساد والمفسدين وحاميتهم،كل هذا وغيره مما لم نذكره بغية الاختصار، أعاد لهم نشوة الاستمرار والتسلط والبقاء جاثمين على صدور العراقيين، ولهذا بات من البديهي جدا أن الخلاص والإنقاذ لا يتحقق إلا بتغيير كل هؤلاء المتسلطين الفاسدين سواء أكانوا في السلطة التشريعية أو التنفيذية، وتشكيل حكومة مهنية خالية منهم بعيداً عن أي تأثيرات طائفية أو فئوية أو غيرها، يضاف إلى ما ذكرناه أن تغيير هؤلاء المفسدين سيغلق أبواب الحسد والتنافس والتسابق العاهر، وسيقطع دابر الصراعات والنزاعات التي لم تغِب يوما عن المشهد السياسي والتي انعكست سلبا على حياة المواطن وتسببت في كل مآسيه ومعاناته، كما انه سيقطع خيوط وحبال واذرع التدخلات الخارجية والحرب والاقتتال الذي يعتاش عليه ساسة العراق وأسيادهم وعلى رأسهم إمبراطورية إيران الكسروية،  وهذا ما دعا إليه وأكد عليه ومنذ سنوات المرجع الصرخي، وقد جدَّد دعوته في مشروع الخلاص الذي طرحه لإنقاذ العراق، حيث جاء في البند الرابع منه قوله:
((4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال)).
نعم هذا هو منطق العقل والحكمة والشرع والأخلاق والتجربة، فيكفي مغالطات وقفز على الحقيقة ومكابرة وعناد، ويكفي تغرير وتخدير وتسويف ومماطلة والتواء ومراوغة ودوران في فلك من تسبب في دمار العراق وهلاك شعبه، فهل عقمت ارض الرافدين والنساء العراقيات إلا عن هؤلاء المفسدين؟!، أليس الشعب هو مصدر السلطات والتشريع؟!، فها هو الشعب ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر عبَّر عن رفضه لهم والمطالبة بمحاكمتهم وهذا يعني أن ساسة الفساد فقدوا شرعيتهم…

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى