نون والقلم

الابتزاز

بعد خمسة عشر عاماً يقرر «الكاوبوي» أن يعود إلى طبيعته، وأن يكون هو القاضي والجلاد في آن واحد، فيوجه اتهاماً، ويصدر حكماً، وينفذ بالطريقة التي يراها.

هي ثقافة لا يمكن للأميركي أن يتخلى عنها، بلادهم تأسست على منطق القوة والاقتصاص بالشبهات أو نتيجة صلة القرابة أو الانتماء القبلي والطائفي، ومن شيمهم خيانة الصديق والغدر بالحليف، وكان ولايزال الابتزاز ثمناً لعدلهم وقانونهم وأحكامهم وعقوباتهم.

ثقافة بناها خارجون على القانون، فلا تصدقوا أنهم أسسوا أكبر دولة في العالم من حيث القوة والموارد، أو كما يحلو لهم أن يطلقوا عليها أرض الأحلام، وثائق «ويكيلكس» و«سنودن» تختصر حكاياتهم، فهذه البلاد ومنذ أن انتقل إليها الأوروبيون المدانون في بلادهم كان الدم عنواناً لها، دم سكانها الأصليين، ودم جيرانهم، فاعتادوا، حتى أصبح العالم يشير إليهم في أي مصيبة تحدث.

مجلس شيوخهم وافق على مطالبات مدنية بمسؤولية المملكة العربية السعودية في أحداث 11 سبتمبر 2001، بعد كل هذه السنين تذكر مجلس الشيوخ أن هناك مسؤولية على السعودية، والهدف منها بضعة مليارات يبتزونها من خلال حكم مشبوه، يقال إنها لعائلات ضحايا الأبراج والطائرات، ولا يعطون العالم مبرراً واحداً لصمتهم طوال هذه السنيين.

ولا يوضحون لمن مازالت ذاكرتهم تعمل، كيف يجوز الاتهام بعد أن برأت تقاريرهم وتصريحات مسؤوليهم العدليين ولجان برلمانهم العتيد المملكة من تلك الهجمات، عشرات المناسبات أعلن فيها ذلك، منذ يوم الهجوم وحتى آخر تصريحات أوباما، ولكنْ لمجلس الشيوخ رأي آخر، ولمجلس النواب لاحقاً رأي آخر أيضاً، ولمحكمة الابتزاز والمحلفين رأي يؤكد تلك الآراء!

السؤال الذي يطرح نفسه، هل أميركا تريد تعويضات لعائلات الضحايا فقط أم أنها تريد ما هو أكبر من ذلك؟

وبوضوح، الولايات المتحدة تريد ما هو أبعد كثيراً من التعويضات، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى