نون والقلم

أماني سلامة تكتب: سلاماً على أمى مع الأبرار فى عليين

عندما ماتت أمى، مات معها القلب الذى كنت أثق طوال الوقت أنه يدعو لى دون أن أطلب منه.. عندما كانت تضيق بى الدنيا.. كنت أرفع رأسى إلى السماء، وأدعو يارب بارك فى عمر أمى حتى تظل تدعو لى، فليس لى سند سواها فى الدنيا، فهى الأم والأخت والصديقة.. هل كنت أنانية وأنا أدعو الله من أجل أن يمد فى عمرها من أجلى.. لست أدرى؟ فأنا وحدى كنت أعلم كيف تعانى كل يوم من آلام المرض الذى نهش جسدها الضعيف منذ فتحت عينىَّ على الدنيا كنت أراها وأبى يحملها رحمة الله إلى المستشفى يرافقها بأنبوب الأوكسجين لتسعف أنفاسها التى لا تستطيع أن تأخذها بفعل أزمة الحساسية بخلاف أمراض السكر والضغط، وليس على شفاها سوى توصية لأبى وخالتى التى كانت تقطن معنا فى نفس المنزل.. خلى بالكم من أمانى… لأبكى بحرقة إن يمد الله فى عمرها لأنه وحده رحيم بى.. ويتقبل الله برحمته الواسعة من أجلى.. وبعد أن تخرجت فى الجامعة، واشتغلت بالصحافة كانت دعوات أمى ورضاها هما دليلى فى النجاح والتفوق، فأمى رغم قسوة المرض.. كانت تمتلك من القوة الممزوجة بالحنان ما ساعدنى على تكوين شخصيتى منذ الصغر..

أخبار ذات صلة

مات أبى.. ومات أخى…. وطاردت الآلام فراق الأحباب قلبها الضعيف وأنفاسها المتعبة وبالرغم من ذلك كنت أدعو ربى طوال الوقت أن يبارك فى عمرها من أجلى.. فهل كنت أنانية لمرات كثيرة؟.. نعم كنت أنانية وما زلت فقد ماتت أمى فى الأول من ديسمبر من العام الماضى.. بكيتها كثيراً ودعوت لها أن يسكنها الله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين.. ولكننى ما زلتُ أنانية فى حبها ما زلتُ أريدها بجوارى تطيب بدعواتها ورضاها آلامى وتبارك دعواتها حياتى.. نعم ما زلتُ أنانية. ولا أتحمل فراقها وأراها كل يوم فى أحلامى وأسمع نبضات قلبها فى عليين تدعو لى… يا الله صبرك فألم فراق أمى ألم لا يوازيه ألم.. لا أكاد أتحمله..

وبالأمس القريب مر أول عيد أم بدون أمى.. أول عيد لى يا أمى بدونك.. ولكن رحمات الله التى وسعت كل شىء وسعت قلبى المكسور لفراقك وخاطرى المجروح يا من كنت تطيبه بدعواتك ورضاكِ.. ولكن يبقى زوجى حفظه الله وأولادى من يطيبون خاطرى وقلبى فبارك اللهم فيهم.

ويوم الخميس الماضى يوم عيد الأم كنت على موعد مع تكريم من نوع خاص عندما قرر وزير الإنسانية الفريق يونس المصرى، وزير الطيران المدنى، أن يشملنى بالتكريم فى احتفالية عيد الأم، تلك الاحتفالية الكريمة التى احتضنت مكافحات وزارة الطيران من الأمهات المثاليات، وشرفنى الوزير والسيدة حرمه بطاقة حب وحنان وإنسانية ليست ببعيدة عن هذا الرجل الكريم الذى هزت كلماته عن أمه قلوبنا جميعاً وتمنينا أن يمن الله علينا ببر أبنائنا، كَبِر هذا الابن المسئول الملقب بالفريق يونس المصرى هذا اللقب الذى يعد وسام شرف على صدر كل أم تقدم لهذا الوطن تلك النماذج الكريمة أبناء القوات المسلحة «أحياء اليوم وشهداء الغد».. فتحية لأم هذا البطل ولأم كل شهيد قدمت وتقدم كل يوم رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه من البذل والعطاء والتضحية بالنفس، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. وخالص الشكر والتقدير للفريق يونس المصرى، راعى الإنسانية والتفانى والحب والعطاء بالطيران المدنى ولكل مخلص لهذا الوطن.. وتحية تقدير لرب الأسرة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يبارك الله فى عمره من أجل رفعة هذا الوطن.

أم الدنيا… صلوا أرحامكم.. واحضنوا أولادكم.. واسألوا عن الغائب.. وزوروا المريض فلا أحد يعلم من سيغيب الموت غداً.. رحمة الله على أمى وأمهات المؤمنين فى عيد الأم.. وفى أول «عيد أم» بدونك «سلاماً عليكِ يا أمى مع الأبرار فى عليين» وسلام عليكِ وعلى كل غالٍ فارق فى هدوء..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى