اخترنا لكنون والقلم

أزمة الخليج الكاشفة

صدق المثل العربي «لا يفل الحديد إلا الحديد»، وهذا ما ظهر في الأزمة الاخيرة بين قطر ودول الخليج ، فتمت معاقبة قطر وفرض شروط الدول الخليجية عليها بنفس السلاح الذي استخدمته قطر ضد هذه الدول وبالأخص مصر.

فقطر لم تكن تعلم ان من يبع نفسه بالمال يشتري بالمال ممن يدفع أكثر..  فهذه الازمة كشفت بوضوح من كان يبيع نفسه لأموال قطر بوضوح وعرفنا من يقف مع الارهاب ومن  ضده  وعرفنا المتلونين والمتلاعبين والذين يجيدون اللعب علي كل الأطراف، فهي أزمة كاشفة بعض النظر الي ما ستنتهي منه نتائج.

فقد عرفنا من في الاعلام الغربي يمكن شرائه بالمال، فمنذ أيام صحف مواقع وقنوات تليفزيونية كانت تهاجم مصر والامارات والسعودية والبحرين، والآن تحولت الي الهجوم علي قطر لان الطرف الآخر عرف الطريق الي جيوب القائمين عليه.

وعرفنا ان هناك منظمات حقوقية أنشأتها قطر وايران وتركيا  بالاشتراك مع تنظيم الاخوان للهجوم علي الدول الأربع، ومع تدفق المعلومات سقطت الاقنعة عمن يزعمون انهم المدافعون الوحيدون عن حقوق الانسان وأن من يقف ضدهم هم الخونة وعملاء الأمن.

وعرفنا منظمات دولية كنا نحترمها أصبح التمويل القطري هو المسيطر علي القرار داخلها، مثل منظمة مراقبة حقوق الانسان الامريكية كما عرفنا لوبي قطر ايران تركيا، داخل المفوضية السامية لحقوق الانسان، وكيف كان هذا اللوبي يصيغ البيانات ضد مصر  من خلال معلومات مرسلة وآخرها بيان المقررين الاربعة حول حكم القضاء في قضية اغتيال النائب العام السابق وكيف كان يبتز المفوض السامي ودفعه لأخذ مواقف سياسية منحازة مما جعله مثار نقد دائم من مندوبي الدول واتهامه بالخروج عن مقتضيات وظيفته.

وعرفنا أيضاً الدور الالماني في دعم المنظمات الارهابية، وأن الخارجية الالمانية متورطة في دعم الجماعات الاسلامية المتطرفة في مصر من خلال منظماتها التي كانت تعمل تحت شعارات دعم الليبرالية والديمقراطية، وفي الحقيقة كانت أدوات لتمويل جماعة الاخوان المسلمين  والجماعات السلفية الأخري،  لذا أزعجت مطالب الدول الاربع وزير الخارجية الالماني،  وهو الموقف الذي فسر لماذا كانت ألمانيا من الدول المترددة بالاعتراف بأن ما حدث في 30 يونية ثورة شعبية،  كما ان الخارجية الالمانية تسمح لموقع القنطرة الخاص بها  بإدارته من عناصر إخوانية  صرفة وبمراجعة الموقع نعرف أين تقف ألمانيا من مصر ومن الارهاب.

وهذه الأزمة الكاشفة كشفت بوضح المحور الذي يريد السيطرة علي  مقدرات الامة العربية، وهو المحور التركي -الإخواني- الايراني-الاسرائيلي- القطري، فهذا المحور الذي كان يريد أن يتقاسم المنطقة العربية بعد تفتيت الدول الكبري مثل مصر والسعودية وليبيا والعراق  وسوريا واليمن،  ولا يبقي دولة كبري في المنطقة العربية خاصة بعد تقسيم السودان علي يد جماعة الاخوان أنفسهم.

كشفت الأزمة بوضوح من العدو ومن الصديق، وكشفت من يعمل من أجل مكافحة الارهاب ومن يتواطأ مع الارهاب،  وهي فرصة للسلطة في مصر ان تعيد تقييم علاقاتها الدولية والاقتصادية مع كل الاطراف  الدولية ذات الصلة، ويجب أن تعلن عن مواقف سياسية واضحة للشعب المصري من هذه الاطراف.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى