بعدما سُرق العراق بإسم الدين … وإنتفض الشعب لنفسه بتظاهرات مطالبة إبعاد المؤسسة الفرعونية الكهنوتية التي تسترت بزي الدين وعباءة القديسين من تدخلاتها السافرة التي سببت الويلات والدمار والجوع والفقر ونقص الخدمات وفقدان الأمن وإفلاس العراق, ورفع المظلومين من الشعب شعار ” باسم الدين باكونه الحرامية ” وطالبوا بطرد جميع المفسدين الذين جاءت به هذه المؤسسة الفاسدة …
فلم تكتفي هذه المؤسسة الفرعونية الفاسدة بسرقة قوت الشعب لتعود مرة أخرى وبعنوان وشكل وصورة جديدة لتسرق مطالب المتظاهرين العراقيين وجهودهم طيلة تلك الفترة المنصرمة لتتظاهر هذه المؤسسة ورموزها وقادت حملتها بالعفة والطهارة والشرف والنزاهة والوطنية وكأنه لا توجد لديها من يمثلها في الأحزاب والكتل البرلمانية وفي الوزارات ومرافقها, وكأنه ليس لديها مدراء عامين ووكلاء وزراء ومحافظين وووو ؟؟!! لتظهر وتطالب بإصلاح وتغيرات وتنسبها لنفسها وتصادر بذلك مجهود وتعب وصوت المتظاهرين العراقيين بكل أطيافهم ….
فهل سيقبل العراقيون بهذه السرقة العلنية والواضحة والصريحة لجهودهم وتعبهم …. خصوصاً وإن ما تدعو له تلك المؤسسة من مشروع هو عبارة عن التفاف على الشعب ومسرحية سمجة يراد بها الضحك على المتظاهرين, فلا حكومة تكنوقراط ولا غيرها لان أساس الدعوة قائم على تغير أشخاص بأشخاص جدد من الكتل والأحزاب ذاتها فأي تغيير ذلك ؟! وأي إصلاح هذا ؟.
كيف يكون إصلاح وتغيير إذا كان الوافد الجديد سيكون خاضعاً لقرارات صاحب هذه الكتلة أو تلك, بل إن بعضهم التقى مع زعماء تلك الكتل وهذا دليل واضح على أن عملهم سيكون ضمن سياسة ومصلحة هذه الكتلة وليس للشعب وسيكون قرار الوزير الجديد هو قرار سياسي وليس مهني بحكم رؤية كتلته أو حزبه أو الزعيم الروحي لكتلته.
فيا أيها المتظاهرون هل هذا ما وصلتهم له … بعدما سرقوا خبزكم تتركونهم يسرقون تعبكم ومجهودكم وأصواتكم وبشكل يتناغم مع مصالحهم الفئوية الضيقة الدنيئة, وهنا أذكر الجميع ببيان المرجع العراقي الصرخي ” من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني ” والذي قال فيه …
{{.. 5ـ بعد أن انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم وإصراركم فادعوكم ونفسي إلى الصمود في الشارع وإدامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وإنسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان ،
6ـ لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها إيران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وإرجاع الأمور إلى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل أن تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ إلى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد …}}.
فبعدما أحست إيران وأذنابها المشتركين بالعملية السياسية بخطورة الموقف على مصالحها وأحزابها من جهة ومن جهة أخرى أحست بخطر التظاهرات العراقية التي أظهرت الإصرار والعزيمة حتى التغيير الحقيقي الجذري واقتلاع كل المفسدين, بدأت تتحرك لسرقة هذه الجهود وتسخيرها لصالحها ومصلحتها وبالصورة التي رأينها حيث تغلفت بغلاف الوطنية والعراقية والعفة والطهر والشرف والنزاهة بينما هي في حقيقتها الواقعية عبارة عن مسرحية سمجة أبطالها ذئاب ووحوش كواسر إيرانية متسترة بزي الدين وتحت عنوان المؤسسة الدينية الكهنوتية الفارسية, تريد أن تخدع العراقيين وتسرق جهودهم ومظاهراتهم وتسخيرها بشكل يخدم مشروع إيران في العراق.
وعجبي كيف تنطلي على العراقيين تلك الأكذوبة ” إصلاح باسم الدين ” خصوصاً وإن من حمل عنوان هذا الإصلاح هو من المفسدين المتسترين بالدين … عمامة فاسدة ومؤسسة للفساد وتابعة للمؤسسة الفرعونية الكهنوتية تريد الإصلاح ؟ فتوقعوا كيف سيكون هذا الإصلاح ؟ إصلاح يُرجع العراق إلى المربع الأول بل أسوأ من ذلك بكثير حيث سيُزج العراق وشعبه في عتمة الفساد الذي لا يبقي ولا يُذر.