الحياة ليست وردية دائمًا و حتي النجوم الذين يعتقد البعض أنهم يعيشون وفي فمهم ملعقة من ذهب؛ قد يواجهون أيضا متاعب في حياتهم تحولهم من الغني إلى الفقر، وخاصة فناني الزمن الجميل، حيث كانت الأجور منخفضة، ويحرص كل فنان على تحقيق شعبية وشهرة أكثر من جني الأموال.
عبد العزيز مكيوي
محمد عبد العزيز أحمد شحاتة، هو الاسم الكامل للفنان عبد العزيز مكيوي، الذي ولد في 29 يناير عام 1934، وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954، وكان واحدًا من نجوم عصره الكبار، وعضوًا بنقابة المهن التمثيلية، وشارك في عدد من الأعمال الفنية، من أبرزها فيلم “القاهرة 30″ و”لا وقت للحب” و”حتى لا تطفىء الشمس” وسلسلة “خماسية الساقية”، وكان آخر أعماله مسلسل “أوراق مصرية” عام 2003.
عرف عن هذا الفنان ثقافته الواسعة، فكان يتحدث ثلاث لغات بطلاقة، هي الفرنسية والإنجليزية والروسية، إلا أن الحال انتهى به إلى الشوارع بعد أن تخلى عنه أقاربه ومعارفه وأصدقاؤه، فأصبح يعيش مشردًا على أحد الأرصفة في حي المنشية بالإسكندرية.
وفي عام 2011 تعرض مكيوي، الذي اتخذ من أحد الشوارع بجوار مقهى بالإسكندرية ملجأ له، لحادث سيارة وأصيب بكسر في ساقه اضطره لاستخدام كرسي متحرك، وعندها تحركت نقابة المهن التمثيلية وتم علاجه بأحد مستشفيات القوات المسلحة، وتوفي أمس الإثنين، عن عمر ناهز 82 عاما بإحدى دور المسنين.
يونس شلبي
الفنان الكوميدي الراحل يونس شلبي ولد في 31 مايو عام 1941 بالمنصورة، وشارك في أكثر من 77 فيلما، من بينها “الفرن” و”أمير الظلام” و”محطة الأنس” و”الأسطى محروس” وغيرهم، كما شارك في 20 مسلسلا تليفزيونيا تقريبا، من بينها “عيون” و”أنا اللي استاهل” و”بوجي وطمطم” وغيرهم.
توفي الفنان يونس شلبي في 12 نوفمبر عام 2007 عن عمر ناهز 66 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وناشدت زوجته الحكومة وطالبت بعلاجه على نفقة الدولة، بعد أن اضطرت الأسرة إلى بيع آخر أملاكها في الدقهلية بسبب تكاليف العلاج.
3- تحية كاريوكا
الراقصة والفنانة الشهيرة “تحية كاريوكا” من مواليد محافظة الإسماعيلية في 22 فبراير عام 1919، وعرفت بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، وشاركت في عدد من الأفلام الرائعة، من بينها “لعبة الست” و”شباب امرأة” و”خلي بالك من زوزو” وغيره.
وفي نهاية حياتها عاشت كاريوكا حياة مأساوية بلا أموال وبلا سكن، وأقامت عند سيدة لا تعرفها بمنزلها في حي شبرا، وظل الفنان سمير صبري ينفق عليها لمدة ثلاث سنوات، كما أمنّت لها الفنانة الراحلة فاتن حمامة شقة لها لتعيش بها، وتوفيت تحية كاريوكا في 20 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز الـ80 عاماً إثر تعرضها لجلطة رئوية حادة.
وداد حمدي
الفنانة الكوميدية خفيفية الظل “وداد حمدي” اشتهرت بدور الخادمة وشاركت في حوالي 600 فيلما، من بينها “ياعزيزي كلنا لصوص” و”إشاعة حب” و”الهلفوت” و”عنتر بن شداد” وغيره، وولدت وداد حمدي في 3 يوليو عام 1924 بمحافظة كفر الشيخ، وحظيت بشهرة كبيرة.
توفيت الفنانة وداد حمدي في 26 مارس عام 1994 بطريقة مأساوية، بعد أن قتلها الريجسير “متى باسيليوس” طعنا بالسكين بدافع السرقة، ولكنه لم يجد في منزلها سوى جنيهات قليلة، ومع ذلك لم يكن أحد يعلم أن الفنانة وداد حمدي فقيرة.
أمين الهنيدي
واحد من أشهر الممثلين الكوميديين في مصر، وولد الهنيدي في 1 أكتوبر عام 1925، وقدّم أكثر من 40 فيلما، من بينها “الأزاوج والصيف” و”غرام في الكرنك” و”شباب مجنون جدا” وغيره.
وفي نهاية حياته عانى الهنيدي من مرض سرطان المعدة، وتوفي في 3 يوليو عام 1986 عن عمر ناهز الـ60 عاما، وكان يعالج على نفقة الدولة، ولم يكن لدى أسرته مالا لاستلام الجثة أو تكاليف الدفن.
عماد حمدي
حامل لقب فتى الشاشة الأول ولد في 25 نوفمبر عام 1909 بمحافظة سوهاج، وكان يعيش حياة ميسورة، وشارك في عدد من الأعمال الفنية، من بينها “ثرثرة فوق النيل” و”ميرامار” و”السوق السوداء” و”وداعا يا غرامي” وغيره.
وأصيب الفنان عماد حمدي في سنواته الأخيرة بالعمى، فانفصلت عنه زوجته الفنانة نادية الجندي، وأصيب بالاكتئاب بعد وفاة أخيه التوأم عبد الرحمن، ودخل في معاناة طويلة مع المرض اضطرته لبيع أثاث منزله لشراء الدواء، وتوفي في 28 يناير عام 1984 عن عمر ناهز 74 عاما، وكان رصيده في البنك 20 جنيها فقط.
حسن فايق
الممثل الكوميدي الشهير حسن فايق ولد في 7 يناير عام 1891 بالدقهلية، ورغم أنه برع في آداء أدوار الباشا والرجل الثري وشارك في أكثر من 151 عملا فنيا، من بينها “ليلى بنت الأغنياء” و”قلبي دليلي” و”سكر هانم” وغيره؛ فإنه أصيب بالشلل النصفي في آخر أيامه وتجاهله المسئولون، حتى أخرج له الرئيس الراحل أنور السادات معاشا ليستطيع العيش في سنواته الأخيرة، وتوفي فايق في 14 سبتمبر عام 1980 عن عمر ناهز 89 عاما.
زينات صدقي
الفنانة الكوميدية الشهيرة “زينب محمد سعد صدقي”، التي اشتهرت بـ”زينات صدقي” من مواليد الإسكندرية في 4 مايو عام 1913، وشاركت في عدد من الأعمال الفنية البارزة مثل “المجانين في نعيم” و”معبودة الجماهير” و”العتبة الخضراء” و”حلاق السيدات” وغيره.
أصيبت الفنانة زينات صدقي في لحظاتها الأخيرة بمرض الالتهاب الرئوي وانحصرت عنها الأضواء، واضطرت لبيع أثاث منزلها لتغطية نفقات الطعام والعلاج، ولم تطلب معونة أي شخص رغم فقرها، كما أنها رفضت التقدم بطلب للرئيس الراحل أنور السادات للعلاج على نفقة الدولة، وماتت في 2 مارس عام 1978 عن عمر ناهز 64 عاما.
إسماعيل يس
الفنان الكوميدي الشهير أبو ضحكة جنان من مواليد محافظة السويس في 15 سبتمبر عام 1912، وعانى في حياته ووفاته أيضا، فرغم أن والده كان صائغا ميسور الحال؛ إلا أنه دخل السجن بعد تعرضه للإفلاس، فعمل إسماعيل يس مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، ثم مناديا بموقف للسيارات، وانتقل إلى القاهرة بعدها وسكن في أحد الأحياء الشعبية ثم التحق بأحد الفرق الموسيقية، ومن هنا دخل عالم السينما والشهرة.
في الستينات انحصرت الأضواء عن إسماعيل يس بسبب مرضه وابتعاده عن تقديم المونولوج، وفوجيء بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون، وبيعت العمارة التي بناها من كفاحه أمام عينيه لسداد ديونه، وتوفي فقيرا في 24 مايو عام 1972 عن عمر ناهز 59 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية حادة.
عبد السلام النابلسي
عبد السلام النابلسي فنان فلسطيني الأصل، ولد في 5 يوليو عام 1899، وشارك في عدد من الأعمال الفنية البارزة منها “ليلى بنت الريف” و”شارع الحب” و”فتى أحلامي” وغيرها، وعانى عبد السلام النابلسي في نهاية حياته من الفقر بعد أن أعلن بنك انترا في بيروت إفلاسه، وكان النابلسي يضع كل أمواله في هذا البنك، فأفلس هو الآخر.
وعانى النابلسي من الفقر والمرض معا قبل وفاته، وامتنع عن الطعام تماما قبل أيام من رحيله في 5 يوليو عام 1968 عن عمر ناهز 68 عاما، ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة فتولى صديقه الفنان فريد الأطرش التكاليف.
عبد الفتاح القصري
يعد الفنان عبد الفتاح القصري واحدا من عمالقة الكوميديا في السينما المصرية، وولد القصري في 15 أبريل عام 1905 لأسرة ثرية، حيث كان والده يعمل صائغا، وشارك القصري في عدد من الأعمال الفنية، من بينها “ابن حميدو” وسكر هانم” و”إسماعيل يس في مستشفى المجانين” وغيره.
وكانت نهاية القصري مأساوية للغاية، حيث أصيب بالعمى وتنكرت له زوجته الرابعة، وانفصلت عنه بعد أن جعلته يوقع على بيع كل ممتلكاته لها، كما هدمت له الحكومة البيت الذي يسكن فيه، فانتقل للعيش بحجرة تحت بير السلم في أحد البيوت الفقيرة بالشرابية، وأصابه المرض والفقر معا فتوفي في 8 مارس عام 1964 عن عمر ناهز 58 عاما.