يزخر تاريخ الفن المصري، بحوادث قتل لفنانين صعدت أرواحهم إلى السماء، إلا أنهم ينتظرون القصاص في الأرض حتى الآن.
المخرج نيازي مصطفى
20 أكتوبر 1986.. عُثر على جثة المخرج نيازى مصطفى مقتولًا داخل منزله بالقرب من شارع مراد بالجيزة.
واكتشف طباخ المخرج، حادثة القتل، بعدما طرق الباب ولم يفتح له نيازي مصطفى، فما كان من الطباخ إلا أن أحضر النسخة الاحتياطي من مفتاح الشقة وفتح الباب ليجد جثة المخرج ملقاة على الأرض موثوق الأيدي إلى الخلف.
ووقع عبث شديد بمسرح الجريمة، حسبما ذكرت روايات ضباط المباحث وقتها، حيث قامت شقيقة القتيل بنقل جثته من الأرض إلى السرير، بعدما عز عليها مشهد أخيها ملقى على الأرض، مما أحدث تداخل في البصمات والمهمة ازدادت صعوبة نتيجة معارف وأصدقاء المجنى عليه بصفته مخرجًا مشهورًا.
وأثبتت معاينة الجثة، وجود سحجات حول الرقبة، وجرح في اليد اليمنى وآثار دماء على الفم والأنف، واليدان مقيدتان إلى الخلف.
وأثبتت معاينة النيابة، أن القاتل شخص معروف للمجني عليه، لأن جميع الأبواب والنوافذ سليمة.
وقُيدت القضية ضد مجهول لعدم الوصول إلى القاتل، لتظل روح المخرج مصطفى نيازي تنتظر القصاص حتى الآن.
ميمي شكيب
20 مايو 1983.. لقيت الممثلة ميمي شكيب، حتفها بعد سقوطها من شرفة منزلها بوسط البلد بفعل فاعل.
وربطت الصحافة وقتها مقتل ميمي شكيب، بقضية “الرقيق الأبيض”، والتى تورطت فيها هى ومجموعة من أصدقائها وفنانات شابات، بتهمة إدارة منزل شكيب لأعمال منافية للآداب، والتي حصلت فيها على البراءة.
وظلت الاتهامات تدور حول بعض الأشخاص الذين شاركوها في إدارة شبكة الدعارة، وسعوا للتخلص منها، إلا أن رجال المباحث لم يتوصلوا إلى دليل لتلك الاتهامات.
وقُيدت القضية ضد مجهول، ليستمر الغموض حول من ارتكب هذه الجريمة.
سعاد حسني
21 يونيو 2001.. توفيت الفنانة سعاد حسني، إثر سقوطها من شرفة منزلها في العاصمة البريطانية لندن.
وأعلنت الشرطة البريطانية أن سعاد حسني انتحرت ولم تسقط بفعل فاعل مجهول.
وانقسم الشارع المصري بين احتمالين، الأول شعور سعاد حسني بالاكتئاب في أيامها الأخيرة بعد اشتداد المرض عليها، وهو ما دفعها للانتحار، وبين من أراد التخلص منها فألقى بها من شرفة منزلها الذي كانت تقيم فيه بلندن.
إلا أن شقيقة السندريلا، جانجاه أفصحت منذ أيام خلال حوارها مع “التحرير” عن عزمها إصدار كتاب تروي فيه قضية مقتل سعاد حسني.
عمر خورشيد
29 مايو 1981.. لقى الموسيقار عمر خورشيد، مصرعه جراء حادث تصادم بشارع الهرم، وكانت بصحبته زوجته والممثلة مديحة كامل.
وشهدت زوجته ومديحة كامل أمام النيابة بأنهما وهم في طريقهم للمنزل تعرضوا لمطاردة سيارة غامضة لم تتركهم إلا بعد أن تأكد صاحبها أن عمر خورشيد اصطدم بعمود الإنارة، مما يؤكد أن الحادث مُدبر.
وترددت أقاويل، أن مسئولا سياسيا حاول قتله لوقوع ابنته الصغرى في حب خورشيد، ورواية أخرى بأن إحدى المنظمات الفلسطينية قتلته، لأنه ذهب مع الرئيس الراحل أنور السادات لواشنطن لتوقيع مبادرة السلام المصرية الإسرائيلية وعزف عمر خورشيد، على القيثارة في البيت الأبيض.
كاميليا
31 أغسطس 1950.. توفيت الفنانة كاميليا، يهودية الأصل، في حادث طائرة كانت تستقلها متجهة إلى روما، حيث سقطت الطائرة في حقول محافظة البحيرة.
وتضاربت الأقاويل بين أنها كانت جاسوسة يهودية وأن حادثها كان مدبرًا من إحدى الجهات السيادية أو السلطات الإسرائيلية، بينما ربط آخرون بين علاقتها بالملك فاروق وانفجار الطائرة.
وكانت كاميليا مهيأة لانتشار الإشاعات حولها، من خلال ترددها على جلسات الملك فاروق الخاصة، فضلًا عن حرصها على حضور حفلات صفوة المجتمع، حتى اتهمتها الصحافة بأنها استغلت علاقتها بالملك وتجسست على أخبار الجيش المصري لصالح إسرائيل، مما أدى إلى فشله في حرب 1948، وهي الإشاعة التي أطلقها اليهود بالتعاون مع الإنجليز بعدما تأكد عدم تقديمها خدمات لهم.
أسمهان
14 يوليو 1944.. توفيت الفنانة السورية أسمهان، في حادثة غرق سيارتها بترعة الساحل بطلخا، برفقة صديقتها ماري قلادة، واختفى السائق بعد الحادث بعدما نجا من الموت.
وتحدثت الصحافة وقتها عن روايات تعاونها مع شبكات تجسس بريطانية وفرنسية وألمانية، نظرًا لحاجتها للمال، خاصة أنها كانت قليلة في أعمالها، وكانت ترفض إحياء الحفلات الخاصة.
وأثيرت الشبهات بعد اختفاء السائق، حول فكرة تدبير الحادث لاغتيال أسمهان، الأمر الذي جعل الكثيرين يربطون بين الحادث، ورغبة الاستخبارات البريطانية في التخلص منها، بل وذهب البعض إلى اتهام سيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم بالضلوع في تدبير الحادث، للتخلص من الفنانة التي نجحت في تكوين شعبية جماهيرية كبيرة في العالم العربي بصوتها الساحر.