عقب إعلان كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا يبدأ السبت المقبل، 27 فبراير، لم يرد بعد موقف رسمي من دول الخليج العربي بشأن الهدنة، إلا أن مصدراً دبلوماسياً عبّر عن أمل هذه الدول في احترام الهدنة من قبل الأطراف المتنازعة، فيما رحبت تركيا بالاتفاق.
وأضاف المصدر أن “دول الخليج تتشكك في مدى التزام النظام السوري بالهدنة، والذي له سجل حافل في خرق الاتفاقات السابقة وانتهاك القانون الإنساني”.
وأوضح المصدر الدبلوماسي لوكالة الاناضول ، أن “الرقابة على الالتزام بوقف الأطراف يجب ألا يكون انتقائياً، مع وضع معايير من شأنها مراقبة جميع الأطراف”، مؤكداً أنه “يجب ألا يكون تموضع بعض القوى المصنفة كمنظمات إرهابية ذريعة وحجة لاستهداف المعارضة المعتدلة”.
بدورها، رحبت أنقرة بالاتفاق، على لسان نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، الذي قال إن بلاده “تأمل أن توقف موسكو الآن الضربات الجوية التي أسفرت عن مقتل مدنيين”.
وشمل اتفاق وقف إطلاق النارالأطراف المتصارعة في سوريا، باستثناء تنظيمي “القاعدة” و”جبهة النصرة” وغيرهما من المجموعات التي تعتبرها الأمم المتحدة منظمات إرهابية.
وقال البيت الأبيض إن “وقف إطلاق النار هو الخطوة التالية في محاولة إحراز تقدم في المناقشات لإنجاز التغير السياسي في سوريا”، مضيفاً أن “تنفيذ الاتفاق بشأن سوريا سيكون صعباً”.
فيما قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، الاثنين، إن “اتفاق وقف الاقتتال الذي تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة قد يسمح باستئناف سريع للمفاوضات بشأن العملية السياسية لإنهاء الحرب الأهلية”.
وأضاف ستافان دي ميستورا: “يمكننا الآن قريباً جداً استئناف العملية السياسية اللازمة لإنهاء الصراع”.
ورحبت لندن بالاتفاق أيضاً، حيث أعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في بيان، عن أمله في أن يسمح التطبيق الفعلي لبنود اتفاق وقف إطلاق النار في إعادة بعث المحادثات السياسية في أقرب فرصة ممكنة، فيما شكتت فرنسا بالاتفاق.
وبموجب شروط الاتفاقية، فإن الحكومة السورية والقوات الحليفة لها ستوقف الهجمات على الفصائل المعارضة للنظام السوري بأية أسلحة تستخدمها سواء كانت الصواريخ أو قذائف “مورتر” أو الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.
وتترك الخطة الأمريكية الروسية ثغرة، من خلال السماح باستمرار الهجمات التي تشمل الغارات الجوية على تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها، ونظراً للتداخل بين الجماعات المقاتلة فهذا قد يؤدي إلى استمرار الهجمات ضد أفراد في الجماعات المعارضة المسلحة المشمولة باتفاق وقف العمليات القتالية.
وجاء في البيان المشترك: “الأعمال العسكرية التي تشمل غارات القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية والقوات المسلحة الروسية والتحالف ضد تنظيم داعش، بقيادة الولايات المتحدة، ستستمر على التنظيم والجبهة وغيرها من المجموعات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي بأنها إرهابية”.