نون والقلم

أمن الوطن وسفينة السلام

من إنعام الله تعالى على هذا الشعب، أنه هيأ له قيادة حكيمة، تضع الخطط والاستراتيجيات الرامية إلى ديمومة الأمن والاستقرار والازدهار فيها. لذا يظل المواطن الإماراتي يشعر دوماً بالفخر والاعتزاز بحكومته الرشيدة التي أولته العناية والرعاية، ووفرت له كل وسائل الحياة الكريمة، لإيمانها بأن الثروة الأثمن تكمن في الإنسان، فبناء الإنسان فكراً وعملاً وتنمية ملكاته وتطوير قدرته هدفها الاستراتيجي الأسمى.
هذه القيادة الواعية تأبى إلا أن تختار الأكفاء من أبناء الوطن لشغل المناصب المهمة، وقد اتسم المرسوم الاتحادي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتعيين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان في منصب رئيس جهاز أمن الدولة، بمرتبة وزير، بالحكمة وبعد النظر، إذ رسخ مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، وأسند المهمة الكبيرة للشخصية القيادية والأمنية المناسبة، التي برهنت في كل عمل أُسند إليها على احترافيتها وتميزها، وكشفت عن قدرتها وكفاءتها ونجاحها في تحقيق المنجزات التي أوكلت إليها.
ولم يأتِ التكليف بهذا المنصب القيادي من فراغ، بل جاء منطلقاً من السجايا الكريمة التي اتصف بها سمو الشيخ خالد بن محمد، والمتمثلة في الكفاءة العلمية، والقدرة القيادية وتوج ذلك بصدق إيمانه، وتأثره بسيرة المؤسس، واقتدائه بأسلوبه في الإدارة، ودرايته بأخلاق الرجال والتعامل مع الجميع بحزم وعدل. وقد انعكست كل تلك الصفات الكريمة في المآثر الرفيعة التي تحلى بها سموه، وتجسدت في كل ما أسند إليه من مهام، ومن أبرز هذه المآثر الوفاء المتأصل لأهله وأبناء وطنه وإنسانيته التي دلت عليها أعماله.
إن فرض مفهوم الأمن الشامل يُعد من أبرز المكتسبات التي تحققت في هذه البلاد، فالأمن الشامل أوجد الأساس الأول للاستقرار الذي قاد للتنمية، والتمتع بمتطلبات الحياة الكريمة، والأمن هو البناء والكرامة وهو الطمأنينة والتفاعل والتعاون.
الأمن هذه النعمة التي نستظل بها تكرست من خلال تطوير دعائمه وبلورة مفاهيمه، ويأتي المواطن في مقدمة هذه الدعائم التي يرتكز عليها مفهوم الأمن، فالأمن ضرورة من ضرورات الحياة، وهو غاية تسعى إليها المجتمعات البشرية بشتى الوسائل، والمواطنة الحقة ليست شعاراً يرفع أو كلمات تردد، وإنما هي سلوك وممارسة تحتم على المواطن أن يكون سنداً للدولة بتعاونه والتزامه وطاعته للأنظمة، ومد جسور المودة والتعاون بينه وبين الأجهزة الأمنية.
وبسبب سياسة الشفافية التي اتبعها جهاز أمن الدولة، فقد انفتح على المواطنين، وفتح أمام الراغبين منهم أبواب العمل بهدف استقطاب الكفاءات المواطنة، والوصول إلى شرائح أكبر في المجتمع، كما أضحى يغطي جميع الشرائح والفئات المستهدفة في جميع التخصصات الخدمية والمجتمعية والإدارية، ونظراً للاحتياجات المتزايدة، وتماشياً مع التطورات التقنية والوسائل التكنولوجية الحديثة، فقد أقام القائمون على قطاع التوظيف في الجهاز، تواصلاً اجتماعياً مع المؤسسات، ما أدى إلى التقارب والتواصل مع الراغبين والباحثين عن عمل من الكوادر الوطنية سواء من الذكور أو الإناث، وتشمل عروض التوظيف في جهاز أمن الدولة أغلب التخصصات، كما يتم تبني بعض الطلاب كنواة للمستقبل، ويدعم الجهاز برنامج المنح الدراسية بشكل قوي، ويسعى لتطوير الموظفين أكاديمياً، وبما يساعدهم على إكمال دراساتهم في شتى المراحل، وصولاً لمرحلة الدراسات العليا، وبما يسهم في دعم الموظفين في مسيرة التعليم، بحيث تتحقق المصلحة العامة ورؤية القيادة الرشيدة.
إن انفتاح جهاز أمن الدولة جعله قريباً من المواطنين لما يقوم به من واجب مقدس، وهو حماية الدولة ككيان جامع، في المقام الأول، وحماية كل من يسكن فيها من الأعداء والمتربصين والمخربين ومن تُسوّل له نفسه خرق القانون الذي يستظل بظله الوارف المواطنون وغير المواطنين على قدم المساواة.
إن دولة الإمارات هي، بحق، واحة للأمن والأمان، حيث استطاعت من خلال جهود جهاز أمن الدولة، والأجهزة الأخرى الموكلة بتطبيق القانون، وأيضاً من خلال وجود بنية تشريعية متكاملة تشمل قوانين واضحة وصارمة، أن تحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات، وأن تحدد العلاقات في المجتمع، ما أدى في نهاية الأمر إلى سيادة القانون في دولة مؤسسات تحترم الفرد وتصون حقوقه. ما شجع الكثير من السائحين لتفضيل زيارة دولة الإمارات دون سواها من دول المنطقة، إضافة إلى ملايين الراغبين في الحصول على فرصة عمل للعيش فيها، أو رجال الأعمال الذين يبحثون عن فرص جديدة للاستثمار، كل هؤلاء يفضلون التوجه لأرض زايد الخير التي توفر لهم الشعور بالأمن والأمان في مختلف الأوقات، بالإضافة إلى بنية تحتية قوية وتواجد أمني على مدار الساعة، يبعث على الثقة والاطمئنان.
لقد استطاعت دولة الإمارات، بفضل من الله، وجهود القيادة الحكيمة الواعية، وعلى الرغم من تعدد وتنوع الجنسيات والثقافات على أرضها، وزيادة معدل النمو السكاني، واختلاف أنماط الجرائم، أن تتجاوز التحديات وتحتضن الجميع في بوتقتها، محققة أعلى نسبة أمن وأمان في المنطقة بخدمات أمنية وفق المعايير العالمية، تحت مظلة كبيرة من الرعاية والدعم اللامحدود والرؤى الطموحة والمستنيرة.
حمى الله بلادنا الغالية وأدام عليها الأمن والأمان تحت القيادة الرشيدة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى