مناورات رعد الشمال هي الكبرى في تاريخ المنطقة من حيث عدد المشاركين والعتاد العسكري المستخدم الذي يشمل سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى للجيوش المشاركة.
و علي وصف موقع دا ترمبت الأمريكي المتخصص في الشؤون السياسية، التدريبات العسكرية التي تجري في المملكة العربية السعودية “رعد الشمال” بأنها الأضخم والأهم في تاريخ الشرق الأوسط.
وأشار موقع “دا ترمبت” السياسي، إلى أن مناورات رعد الشمال رسالة واضحة لإيران بالكف عن التدخل في شؤون دول الجوار، إضافة إلى أن الدول الإسلامية والعربية جميعها متحدة تحت راية السعودية لمواجهة كافة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة .
وبحسب تصريحات لقيادة “رعد الشمال” تأتي مشاركة دول إسلامية وعربية للمرة الأولى كتدشين لعهد جديد من التعاون العسكري مع المملكة العربية السعودية , ضمن مسعى المملكة لتشكيل تحالف إسلامي استراتيجي مرتكزة فيه على بعديها الإسلامي و التاريخي.
فإلى جانب قوات درع الجزيرة وقوات المملكة العربية السعودية، تشارك في المناورات قوات كل من سلطنة عمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت ، والمالديف، والمغرب.
وذلك إلى جانب كل من باكستان، وتشاد، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، وموريشيوس.
ودرع الجزيرة هي قوة عسكرية أنشأتها دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان) للدفاع عن أمن دول الخليج وردع أي اعتداء تتعرض له، وتتميز بالتدريب الجيد.
وطيلة منتصف شهر فبراير 2016 توالى وصول قوات الدول المشاركة إلى السعودية للمشاركة في المناورات.
فيما قالت مجلة ناشيونال انترست الأميركية إن نية الجيش السعودي بالتدخل برا في الحرب السورية، يشير إلى أن الممكلة ربما تتبنى خطة شليفن الشهيرة التي وضعها الكونت الألماني ألفرد شليفن ونفذتها ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
وأضافت المجلة إن السعودية درست الخطة لتفادي الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها ألمانيا حينها، وليس إعلانها عن تدريبات رعد الشمال الضخمة سوى خطوة أولى في طريق مرسوم مسبقا، لا يستهدف تنظيم داعش فحسب، إنما نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وميليشياتها كاملة.
وأشارت المجلة إلى اختلاف بين أميركا والسعودية وحلفائها الذين يرون أن إيران أنتجت ميليشيات شيعية أكثر وحشية من تنظيم داعش الذي تعدّه الرياض من صنع النظام السوري.
وأشارت المجلة إلى أن القارئ للتحركات السعودية الحالية يدرك بأنها تنفذ خطة شليفن، فبعد أن ثبتت أقدامها في الحرب على الحوثي وأعوانه في اليمن وصارت على مسافة تقل عن 50 كلم من العاصمة صنعاء، وجهزت قوات تحالفها العربي الذي تقوده لأي تطور يمكن أن يطرأ على الحرب في اليمن ومهما كان هذا التطور ولأمد بعيد، وبعد أن تأكدت من قدرتها على خوض حربين متزامنتين، قالت لعدوتها إيران وحلفائها: “جاءكم الدور”، وهذا بالضبط ما فعلته ألمانيا عندما تحالفت عليها فرنسا وروسيا في الحرب العالمية الأولى، فلعلمها المسبق بحاجة الجيش الروسي للوقت لتجهيز نفسه لمساندة فرنسا، باغت الألمان فرنسا أولاً، لتتفرغ للروس لاحقا.
وترى المجلة أن تدريبات رعد الشمال التي تجريها القوات السعودية بمشاركة عشرين دولة عربية وإسلامية وبـ 150 ألف جندي، ما هي إلا نواة لجيش أضخم سترسله السعودية وتركيا، عبر الحدود التركية لمواجهة الأعداء المشغولين في سوريا، لتفرض على الأزمة السورية ومعادلتها المعقدة رقما صعبا سيقلب موازين القوى على الأرض.
وتلفت المجلة إلى أن السعوديين والأتراك شكلوا مؤخرا لجنة لتنسيق الشؤون العسكرية والتخطيط لعمليات واسعة النطاق في المستقبل بسوريا عبر الحدود التركية، مع تجهيز سرب من الطائرات السعودية في قاعدة أنجرليك التركية تمهيدا لهذا الاحتمال.
وقالت المجلة: إن السعودية تعلم جيدا أن إدارة أوباما سترضخ لمباركة ودعم هذا التحالف “الإسلامي”، الذي سيحقق أحلام أوباما ويخرجه من مأزق “داعش” و”القاعدة” الذي يؤرق إدارته منذ سنوات، خصوصا وأنه يضم حليفين محوريين تركيا والسعودية.