أثار كتاب “حكاية محمود سامي البارودي شاعر الثورة العرابية” المصرية، للباحث المصري عاطف فتحي، فور صدوره، عن سلسلة “حكاية مصر” ، أزمة ثقافية كبيرة ، حيث وضعت صورة الخديوي عباس حلمي على غلاف الكتاب، بدلاً من محمود سامي البارودي.
ويعد الكتاب، سرداً تاريخياً موثقاً، للفترة الفاصلة في حياة الشاعر والسياسي والقائد العسكري، محمود سامي البارودي، وهى مرحلة مشاركته في الثورة العرابية، كما يوثق المحاكمات والمراسلات بين زعماء الثورة ووجهاء مصر، في تلك الفترة، ليكشف بأدق رؤية ممكنة، خسارة “البارودي” أجمل سنوات عمره، في المنفى، رغم أنه أحد رواد حركة الإحياء والبعث للشعر العربي المعاصر.
وعمل “البارودي” في الجيش المصري، في يوليو من عام 1863، حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بالحرس الخديوي، وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله، واشترك في إخماد ثورة جزيرة أقريطش “كريت” عام 1865، واستمر في تلك المهمة لمدة عامين، أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة.
وكان “البارودي” أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي “توفيق” بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882م حتى 26 مايو 1882م، ورحل مع الزعيم أحمد عرابي، إلى جزيرة سيلان، وكان يشتاق إلى زوجته التي لم ترافقه في المنفى، وكان اسمها سميرة، ولقد توفيت وهو بعيد عن الوطن، وعندما علم بوفاتها حزن عليها حزناً شديداً، وظل في المنفى هو وباقي رفقاء عرابي، 19 عاماً كاملة، ورجع إلى مصر وهو كفيف.