- أهم الأخباراخترنا لكعالمي

جرائم الحرب تلاحق أوباما

تعددت جرائم الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال الـ50 عامًا الأخيرة، فمنذ اتهام وزير خارجية واشنطن، هنري كسينجر، في سبعينات القرن الماضي، بانتهاج سياسات أدت إلى إبادة مدنيين خلال قصف كمبوديا وفيتنام، وجهت منظمات حقوقية دولية سهام الاتهام لجميع الرؤساء الذين سبقوا هذا العهد، لاسيما إدارتي كلينتون وبوش، وصولا إلى اتهام أوباما بالمسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها إدارته خلال السنوات الماضية، فهل يمكن أن يتم محاكمة أوباما؟، سؤال خطر في أذهان الكثيرين، لاسيما بعدما نشر أحد الأمريكيين عريضة بصفحة البيت الأبيض الإلكترونية تدعو إلى محاكمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كمجرم حرب.

وأكد صاحب العريضة أن أوباما مذنب وارتكب جرائم ليست في حق مواطنين أمريكيين فقط، بل أيضا في حق مواطنين من جميع أنحاء العالم، ويورد صاحب المبادرة معتقل جوانتانامو وليبيا كمستند في صالح العريضة، قائلا: «جوانتانامو، أحد أسوأ السجون في التاريخ ما زال مفتوحا، وليبيا مدمرة نتيجة عدوان أوباما»، كما ورد في العريضة تصرفات الولايات المتحدة في سوريا، وكتب حول هذا الأمر أن «عملاء أوباما يدربون ويمولون ويشكلون مجموعات إرهابية تدعي كذبا أنها معارضة معتدلة، وهي إلى جانب أمور أخرى على علاقة مع تنظيم القاعدة المتورط في جرائم ضد الشعب الأمريكي»، كما تذكر العريضة أيضا عملية جمع المخابرات بيانات خاصة بحجة مكافحة الإرهاب.

جاءت العريضة لتفتح ملفا كبيرا يتعلق بجرائم أوباما خلال الفترتين الرئاسيتين، وفي ضوء ذلك أكد المؤرخ البريطاني، نيال فرجسون، أن سجل الرئيس أوباما يدفع إلى ضرورة محاكمته عبر مجموعة من الباحثين على غرار ما تم مع كسينجر، مشيرا إلى تمسك إدارة أوباما باستخدام الطائرات دون طيار يوضح مدى ارتكابه لمثل هذه الجرائم التي يحاكم عليها القانون الدولي، إذ كشفت إحصائيات رسمية أمريكية أن غارات الطائرات دون طيار في عهد إدارة أوباما، قتلت 3.570  إلى 5.763 شخصا في باكستان واليمن والصومال وأفغانستان.

جوانتانامو

أصدرت جميع المنظمات الحقوقية والدولية تقارير عدة في فترات متفاوتة تشير إلى الممارسات الوحشية التي ترتكبها الإدارة الأمريكية في التعامل مع سجناء هذا المعتقل، ورغم تعهد أوباما في بداية حكمه بإغلاق هذا المعتقل وترحيل كل المعتقلين إلى بلدانهم، إلا أنه لم يفعل ذلك بل تم في عهده ممارسة جرائم تعذيب أقرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية نفسها.

في تقرير سابق، أكدت المنظمات الحقوقية أن أساليب التعذيب التي اعتمدتها الوكالة لسنوات في استجواب مشبوهين في قضايا إرهابية، أظهرت أن التقنيات والوسائل التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية تعتبر جرائم حرب.

واتهمت منظمة العفو الدولية في وقت سابق إدارة الرئيس باراك أوباما بمنح عفو فعلي لأناس شاركوا في برنامج للمخابرات الأمريكية هدفه تعذيب المعتقلين في جوانتانامو، وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إنه منذ نشر تقرير لمجلس الشيوخ عن استخدام أساليب وحشية في التعذيب، لم تفعل الإدارة شيئا لإنهاء حصانة من أساءوا معاملة السجناء بهذه الطريقة.

ليبيا

بعد دخول الناتو ليبيا لإسقاط نظام معمر القذافي، شهد هذا البلد فوضى عارمة أدت إلى تمزيق ليبيا وصارت على إثرها البلاد ملاذَا آمنًا للإرهابيين، وارتكبت هناك جرائم حرب نفذها جنود الناتو في ليبيا بقيادة أمريكا، ونشرت صحيفة الإندبندنت فحوى تقرير لعدد من منظمات المجتمع المدني وجهت اتهامات كثيرة للناتو بقيادة أمريكا بارتكاب جرائم حرب خلال مهمته في ليبيا.

وقال التقرير إن هناك أدلة بوقوع جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبت من قبل الناتو، واستنادا إلى روايات شهود عيان وزيارات ميدانية للمواقع التي استهدفها قصف الناتو، يؤكد التقرير أن الناتو اعتبر بعض المواقع المدنية أهدافا عسكرية، وأشهر هذه الوقائع ما حدث في مدينة سرت فبعد أن تجمع المدنيون حول مكان قصفه الناتو لمعرفة تأثير الضربة، قتلوا بصاروخ آخر وراح ضحية الحادث 47 مدنيا.

ووثق موقع كندي آخر جرائم الناتو في ليبيا، مؤكدًا أنه مع تدخل حلف الناتو انقلبت الحقائق رأسا على عقب بشكل صارخ، وتزايد عدد المرتزقة والمقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى ارتفاع حالات التعذيب والاغتصاب وقتل المدنيين.

أفغانستان وباكستان

وفقًا لتقارير أصدرتها منظمات دولية، فإن إدارة أوباما شنت 10 أضعاف الغارات التي كانت تشنها الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جوج بوش، منذ اعتلاء أوباما كرسي الرئاسة، فضلا عن أنه اتبع تكتيكا حربيا جديدا وهو استخدام طائرات دون طيار بكثافة التي أزهقت أرواح آلاف المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، ناهيك عن الدمار الرهيب للبنية التحتية الذي تخلفه.

وذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية أن الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية على باكستان وأفغانستان جرائم حرب، بسبب استهدافها لمدنيين، وقالت المنظمة إنها تابعت تسع ضربات جوية في باكستان سقط خلالها ضحايا في مناطق مأهولة بالسكان، وكل هذه الضربات كانت بزعم استهداف قادة لتنظيم القاعدة.

حادث مستشفى قندوز في أفغانستان ليس ببعيد، فقتل وجرح المئات، وقدمت منظمة «أطباء بلا حدود» عريضة  تطالب إدارة أوباما بالموافقة على إجراء تحقيق من قبل لجنة دولية في تفجير المستشفى الذي قتل فيه 22 مدنيا خلال شهر أكتوبر الماضي، لكن تم رفض الطلب.

ويؤكد «براندون براينت» أحد الطيارين الذين شاركوا في الحملة التي تقودها أمريكا في أفغانستان وباكستان، أن الضربات بها نوع من عدم الدقة، كما أن الطيارين يفتقدون إلى الرؤية الكاملة لتحديد أماكن إطلاق النار، فالصورة مظلمة، ولا يرون سوى ظل الناس، ويقتلون هذا الظل.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى