كان من شأن الإعلان عن اكتشاف موجات الجاذبية مؤخراً إثبات صحة ما ذهب إليه الفيزيائي العظيم ألبرت آينشتاين منذ 100 سنة.
أنجز آينشتاين الكثير في مجال الفيزياء، إلى الحد الذي أصبح اسمه مرادفاً للعبقرية. ولكن هناك الكثير مما لا يعرفه الناس عن هذا الرجل.
عازف على آلة الكمان
بدأ آينشتاين تعلم العزف على آلة الكمان وهو مازال طفلاً صغيراً، وواصل العزف حتى توقف كفه الأيمن عن الحركة بالسرعة والدقة المطلوبتين عندما شاخ.
وكان يعزف في الحفلات الموسيقية التي تقام لأغراض خيرية، كما كان يستخدم الموسيقى كوسيلة للاسترخاء طيلة حياته.
وكان آينشتاين مغرماً بشكل خاص بموسيقى موزارت وباخ.
اضطراب القراءة المرضي
قال آينشتاين وأسرته للصحافة إنه تأخر في المشي والنطق. وقالت شقيقته مايا، في معرض كتابتها عن شقيقها الشهير، إنه عندما كان ألبرت ولداً صغيراً في وطنهم ألمانيا، كان المقربون منه قلقون من أنه قد لا يتعلم الكلام أبداً.
وفي المدرسة، لم ترق دراسة العلوم الإنسانية لآينشتاين أبداً، كما كان يواجه صعوبات كبيرة في الكتابة وكان يعتقد على نطاق واسع أنه كان يعاني من اضطراب القراءة المرضي (dyslexia) وذلك في زمن لم تكن هذه الحالة تخضع للفحص والتشخيص الدوري.
وحسب ما قالت شقيقته، فإن مدرس اللغة الإغريقية وبخه مرة وقال له إنه لن يصبح شيئاً في حياته.
ورسب آينشتاين في امتحان الدخول إلى الجامعة، واضطر للعمل ككاتب بسيط في مكتب. ولكن في تلك الفترة، وجد الوقت الكافي لتطوير أفكاره ونظرياته.
ونشر آينشتاين العديد من البحوث العلمية، وانتقل إلى العمل في المجال الأكاديمي حيث حقق إنجازات فريدة في الفيزياء بما في ذلك ابتكار وتطوير النظرية النسبية. وحاز آينشتاين على جائزة نوبل في عام 1921.
تركيب دماغه غير طبيعي
بعد أن توفي، شرّح علماء دماغ آينشتاين وقاسوا أبعاده ووزنه، كما أرسلت عينات منه إلى مختبرات في شتى أرجاء العالم.
وتوصلت البحوث إلى أن دماغ آينشتاين تميز بأن خلاياه العصبية مرصوصة بشكل غير طبيعي، الأمر الذي ربما أتاح له التعامل مع المعلومات بشكل أسرع من سواه. كما كانت المناطق في دماغه المسؤولة عن إدراك المكان والتفكير الرياضي أكبر من الحجم الطبيعي.
ولكن يقول البعض إن كل ذلك محض تخمين، وأنه من الصعوبة إثبات وجود أي علاقة بين تركيب دماغ آينشتاين وعبقريته. وعلى أي حال، يختلف حجم الدماغ بين شخص وآخر.
احتفظ اختصاصي بعلم الأمراض يدعى توماس هارفي بدماغ آينشتاين لأربعة عقود، وفي فيلم وثائقي عرضته بي بي سي عام 1994، شوهد الدكتور هارفي وهو يقتطع جزءاً من الدماغ ويعطيه لأحد الموجودين.
ويحتفظ متحف في ولاية نيوجيرسي الأمريكية بمعظم ما تبقى من دماغ عبقري الفيزياء.
كان آينشتاين لاجئاً
في الوقت الذي وصل فيه النازيون إلى السلطة في ألمانيا، كان آينشتاين قد نال شهرة على نطاق العالم لأبحاثه. وكان معروفاً أنه يهودي، ولذا أصبح من العسير عليه مواصلة العمل والعيش في ظل تصاعد مد كراهية اليهود في أوروبا آنذاك.
وفي أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، حصل آينشتاين على عمل في الولايات المتحدة، وبعد وقت قصير، اتهمه الرايخ الثالث (النظام النازي) بالخيانة كما أحرق الطلبة النازيون كتبه.
ورغم قيام آينشتاين بمساعدة العديد من اليهود على الفرار من ألمانيا الهتلرية، لم يكن مرتاحاً تماماً لمغادرة مسقط رأسه، فقد كتب في رسالة “أشعر بالعار تقريباً للعيش في سلام بينما يعاني الآخرون.”
رفض منصب رئيس دولة إسرائيل
في عام 1952، كتب السفير الإسرائيلي في واشنطن إلى آينشتاين نيابة عن رئيس الوزراء دافيد بن غوريون طالباً منه تولي منصب رئيس الدولة، وذلك كتعبير عن “أعمق احترام يمكن أن يكنه الشعب اليهودي لأي من أبنائه.”
وأكد السفير في رسالته أن آينشتاين “سيمنح كل الحرية لمواصلة عمله العلمي العظيم.”
ولكن آينشتاين رفض العرض، قائلاً إنه “تأثر جداً” به ولكن المنصب لا يناسبه نظراً لكبر سنه وشخصيته.
وكتب “طيلة حياتي لم أتعامل إلا مع القضايا والأمور الموضوعية، لذا أفتقر إلى الميل الطبيعي والخبرة الضرورية للتعامل بشكل صحيح مع الناس وللقيام بالمهام الرسمية.”
“أشعر بالحزن أكثر لهذه الظروف لأن علاقتي بالشعب اليهودي أصبحت أقوى رابط إنساني لدي، وذلك منذ أصبحت واعياً بحرج موقفنا تجاه بقية الأمم.”
ما قاله وما لم يقله
هناك حكمة تقول إنك إذا لم تتمكن من تفسير شيء ما بشكل بسيط فإنك لم تفهم ذلك الشيء بشكل كاف. تعزى هذه الحكمة لآينشتاين، ولكن ليست هناك أي أدلة تاريخية تثبت أنه كتبها أو تفوه بها، وكانت نماذج أخرى من نفس الفكرة قد كتبت منذ قرون.
وفي واقع الحال، فإن معظم الأعمال العلمية التي أنجزها آينشتاين كانت معقدة إلى أبعد حد ولا تتسم بالبساطة على الإطلاق. ولكن هذا لا يمنع الآخرين من أن ينسبوا شتى الأقوال والحكم نظراً لشهرته وعبقريته.
ولكنه مع ذلك كان القائل “الخيال أهم من العلم، لأن العلم محدود فيما يمتد الخيال ليشمل العالم كله ويحرك التقدم ويلد التطور.”
قال آينشتاين ذلك في مقابلة إجرتها معه إحدى الصحف في عام 1929.
وفي الخمسينيات، وقبل وفاته ببضع سنوات، كان آينشتاين يشتكي من أن الناس ينقلون عنه الكثير من الأقوال، وقال “لم يرد إلى ذهني في الماضي بأن أي ملاحظة بسيطة أتفوه بها يتم التقاطها وتسجيلها. لو كنت أعلم ذلك، لانسحبت إلى قوقعتي.”
أشهر صورة له التقطت عندما سئم الابتسام
كانت الشهرة تصيب آينشتاين أحيانا بالسأم، وفي عيد ميلاده الـ 71، بلغ ملله من المصورين حدا بحيث أخرج لسانه لأحدهم.
وأصبحت تلك الصورة من أشهر صوره، وقام آينشتاين نفسه بإرسال نسخاً منها إلى أصدقائه.
الصورة الشهيرة قد رسمت على جدار في سانت بطرسبرغ بروسيا.