- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

سوريا..رقعة شطرنح بين الهدن والحروب

تتسارع التطورات الميدانية المتعلقة بالأزمة السورية بالتوازي مع الجهود السياسية المكثفة، في صورة تعكس التخبط الدولي إزاء ملف شديد التعقيد.

وفي حين لم تفرغ القوى الكبرى من وضع التصورات حول كيفية تطبيق اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في ميونخ، كشفت السعودية عن إرسالها لمقاتلات إلى قاعدة أنجرليك الجوية التركية، بهدف التمهيد للتدخل البري.

وكانت الرياض شددت على أن قرار التدخل البري في سوريا لمحاربة داعش نهائي ولا رجعة فيه.

وحذر خبراء عسكريون من أن التدخل البري السعودي قد يؤدي إلى اشتباكات بينها وبين إيران، وهو ما سيصعد  في المنطقة، لا سيما وأن “التنافس السعودي الإيراني على أشده”.

من جانبها، حذرت روسيا من حرب عالمية جديدة في حال وقع هذا التدخل البري، كما أعادت إلى الذاكرة مصطلح “الحرب الباردة” التي دامت لعقود بين معسكري الشرق والغرب.

وفي مقابل هذه الأصوات المحذرة، دافع الإعلام السعودي عن خيار المملكة إرسال قوات برية إلى سوريا، معتبرا أن السعودية شريك لا غنى للعالم عنه، وقوة ضاربة يُحسب حِسابها في أي إجراءات هدفها حماية العالم من الإرهاب المتنامي.

وفي خضم هذه الاستعدادات السعودية، أعلنت أنقرة، بدورها، عن قيامها باستهداف مواقع لمقاتلين أكراد سوريين، في تطور ميداني غير مسبوق.

ووصف خبراء هذا الوضع الميداني بـ”العبثي”، مشيرين إلى أن سوريا تحولت إلى رقعة شطرنج تتقاسمها الهدن والحروب ، فيما الأوضاع الإنسانية تتفاقم على نحو مأساوي.

ويواصل الروس قصف مواقع للمعارضة منذ ستة أشهر، وتكثفت الغارات في الأسابيع الأخيرة، ما ساعد الجيش السوري وحلفاءه في تحقيق انتصارات في محافظة حلب وأريافها.

وأوضح الخبراء أن التطويق المحتمل لحلب من جانب الجيش السوري سيعمق الأزمة الإنسانية، لكنه سيمثل ضربة قاصمة للمعارضة المسلحة، خصوصا مع إصرار الحكومة السورية على إغلاق الحدود مع تركيا والأردن، ومنع وصول الإمدادات البشرية والعسكرية للمعارضة.

وأضاف الخبراء أن الصراع في سوريا دخل مرحلة جديدة، يتمتع فيها نظام الأسد بزخم على جبهات القتال وطاولة المفاوضات، معتبرين أن المكاسب الميدانية الأخيرة عقدت مسألة البحث عن حل سياسي انتقالي في بلد مزقته الحرب.

وأظهر الأسد في مقابلة مع الوكالة الفرنسية، بثت الجمعة، ثقة زائدة بقدرته على الحسم العسكري، متعهدا بأن جيشه سيعيد السيطرة على كامل سوريا، ومشددا على أن القتال سيتواصل حتى مع وجود محادثات سلام مع المعارضة.

وفيما يرتفع رصيد الأسد، يتراجع دور المعارضة المشتتة، إذ يلاحظ الخبراء أن ثمة انفصالا بين طموحها السياسي الواسع على طاولة المفاوضات، وبين قدراتها الفعلية المحدودة في الميدان.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى