فى التشكيل الوزارى الجديد بدولة الإمارات العربية الشقيقة تم استحداث حقيبة وزارية جديدة يطلق عليها «وزارة السعادة»، ولها وزير يسمى وزير السعادة، الذى فعلته الإمارات ليس بدعاً ولا ترفاً وإنما هو واقع لابد أن يكون فى الجهاز التنفيذى الذى من المفترض أن يقوم بتوفير الراحة الكاملة للمواطنين، ولما استحدث الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء حاكم دبى هذه الحقيبة الوزارية التى لفتت الأنظار فى الدنيا كلها، إنما يعنى توجيه رسالة مباشرة الى حكومته بضرورة توفير الراحة للمواطن فى كافة المجالات.
الحكومة أو الجهاز التنفيذى للدولة لابد أن يبحث عن كل راحة للمواطن ليس فقط فى الإمارات وإنما فى كل الدول، فدور الحكومة أن تذلل للعباد كل الوسائل والراحة الكاملة، يعنى أن تكون الحكومة خادمة للشعب توفر له احتياجاته الكاملة وعلى المواطن أن يؤدى دوره وواجبه كما ينبغى، يعنى لابد من مشاركة فعالة بين الحكومة والمواطن، فإذا كانت هناك واجبات على الحكومة، هناك أيضاً واجبات على المحكومين وأبرزها هو العمل والإنتاج.
كل الوزراء فى أى حكومة يجب أن يكونوا وزراء سعادة للمواطن يعملون على راحته وتوفير متطلباته وتذليل العقبات فى طريقه، فلا يجوز مثلاً أن يخرج المواطن من منزله الى عمله ويرى مواسير الصرف الصحى متفجرة فى وجهه، وأن يجد الطريق ممهداً بدون تكدس أو زحام، وأن يجد الراتب الذى يكفيه وأسرته طوال الشهر، وألا يصطدم بالدروس الخصوصية التى تحنى رأسه، وألا يجد فواتير الكهرباء تصعقه، وألا يجد رغيف الخبز به نشارة خشب، وألا يجد التجار الجشعين يلعبون بقوت يومه ورفع الأسعار بشكل جنونى، وألا يجد رقابة غائبة على الأسواق. دور الحكومة هو إزالة كل هذه المطبات والعقبات فى طريق المواطن وتحقيق العدالة الاجتماعية وتذويب الفوارق بين الطبقات المختلفة.. دور الحكومة هو توفير المسكن الملائم والعلاج للمريض ودورها أيضاً هو منع انتشار الرشوة والمحسوبية وتطبيق القانون على الجميع بلا استثناء.
إذا فعلت الحكومة ذلك تكون «وزارة سعادة» وهذا الأمر ليس حلماً أو خيالاً أو مدينة أفلاطون، بل الطبيعى أن يجد المواطن راحته فى بلده وعلى الحكومة أن تقوم بذلك، وعلى المواطن أن يؤدى دوره فى العمل والإنتاج.. إذا عزمت الإدارة على فعل ذلك سواء من جانب الحكومة أو الناس، تحققت السعادة المنشودة لكل أسرة، وتقدمت الدولة وباتت عصرية مدنية تؤسس لحضارة قوية يذكرها التاريخ ويسجل مقوماتها بحروف من نور.