في ما يشبه الثأر من المأساة التي حلت به وأردته جثة هامدة على شاطئ تركي، وحولته إلى صورة “أيقونة” طبعت رحلات الموت السوري، عادت قضية الطفل السوري الغريق إيلان إلى الواجهة، إنما هذه المرة من على قوس العدل.
فقد بدأت محكمة تركية، محاكمة سوريين اثنين متهمين، في حادث مصرع خمسة أشخاص بينهم الطفل السوري إيلان كردي، جراء غرق زورق كان يقلهم أثناء توجههم إلى إحدى الجزر اليونانية، تمهيدا للسفر لأوروبا في سبتمبر الماضي، في واقعة هزت الرأي العام العالمي.
ومثل أمام القاضي المتهمان السوريان موفق الباش وعاصم الفرهاد مع محامييهما، لكنهما رفضا كافة التهم الموجهة إليهما. وبغض النظر عن تورطهما فعلياً في تلك المأساة أم لا فإن النكران هو ما سيفعله العديد من المهربين بعدهما، كما سيرفضون تهم المشاركة في قتل أطفال سوريا وشبابها، قتل بطعم الملح، قتل بطعم الأحلام المجهضة التي أغرقتها الأمواج يوم ركبوا مركبا صغيرا، ظناً منهم أنهم سيصلون بر الأمان، فإذا بهم جثثاً مخطوفة اللون تتقاذفها الأمواج.
وفي تفاصيل قصة إيلان والمحكمة التي تنظر بالدعوى، اتهم الباش (أحد المتهمين)، عبدالله كردي، والد إيلان، الذي نجا من حادث غرق الزورق، بأنه “مهرب للاجئين”، نافياً أن تكون له هو أية علاقة بالحادث، وأنه لم يكن على متن الزورق أثناء غرقه.