يحتشد المئات لأسبوع فى باحة مسجد الحسين فى مصر وفى الطرقات المؤدية منه وإليه، احتفالًا بالليلة الكبيرة لمولد سيد شباب الجنة وحفيد الرسول صلى الله عليه وسلم.
تهمس فى أذنيك بينما تطوف المكان المزدحم الموشحات والأناشيد للطرق الصوفية الشاذلية والخلواتية وغيرها تأتيك من هنا وهناك، وسرادقات تتناثر على جانبي الطرقات تعج بالعشرات الذين يحتفلون بطرقهم الخاصة، فهناك من يلتفون فى حلقات الذكر يتمايلون بأجسادهم يمينا ويسارًا، هائمين فى عوالم بعيدة، وآخرون يرددون أناشيد فى مدح الرسول الكريم، يرقصون ويدقون على الدفوف.
مزيج من المشاعر تتخلل نسيج قلبك وروحك وأنت تجوب أجواء الاحتفالات وسط زحام من من المتصوفين والدراويش والفقراء والمساكين ومحبي آل البيت الذين قطعوا مسافات طويلة للقدوم من محافظاتهم المختلفة جنوبًا وشمالًا للاحتفال بتلك الليلة المباركة.
وترى رجل ينتمى للطريقة الرفاعية يلف حول رقبته ثعبانا، ودراويش يرتدون جلاليب بيضاء وعمامات خضراء “مسابح كثيرة” حول أعناقهم تميزهم فيجذبون الحضور بالهرولة لاحتضانهم والتقاط الصور معهم.
الإحتفالية لم تغب عنها الموائد العامرة للفقراء والمساكين، أرغفة اللحمة والأرز كانت توزع عليهم، فهناك من ينذر نذرًا، وآخرون يزكون بجزء من أموالهم، والصورة لا يغيب عنها عربات الحلوى والحمص والبالونات والطراطير، فمولد الحسين هو أحد أهم الاحتفالات الدينية التى تعتبر مصدر رزق للكثيرين.
والحسين بن على بن أبى طالب الهاشمي، ولد فى 3 شعبان 4 هـ – 10 محرم 61 هـ / 8 يناير 626 م – 10 أكتوبر 680 م) وهو حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو ابن ابنته فاطمة رضى الله عنها ويلقب بسيد شباب الجنة، وولد فى المدينة ونشأ فى بيت النبي.
اشتدت العداوة بسببه بين بنى هاشم وبنى أمية، ثم قتل الحسين فى العراق بكربلاء تحديدًا وفصلت رأسه عن جسده، ودُفن الجسد بكربلاء، أما الرأس فقد اختلفوا كثيرًا حول موضعها بين من يقول إنها دفنت في كربلاء ودمشق ومصر.