نون والقلم

الشارقة .. تكامل الأداء والمؤسسات

دخلت إمارة الشارقة يوم أمس شوطاً جديداً في عمر نهضتها، وذلك بنجاح انتخابات نصف المجلس الاستشاري. الخطوة تأتي متممة لتاريخ من العمل الوطني بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث استكمال هياكل الإمارة البنيوية والتنظيمية هاجس الدكتور سلطان الحاكم المثقف، وحيث الشارقة اليوم أنموذج حقيقي ومشرف لهذه الجهة أيضا، ففي الشارقة قيادة حريصة على تحقيق مصالح الإمارة ومواطنيها، وفي الشارقة مجلس تنفيذي يؤدي عمله بإتقان لافت، وفي الشارقة مجلس استشاري أدى خدماته الجليلة وهو يعين بالكامل، وينتظر منه دور أكبر وأعمق وهو يدخل تجربة الانتخاب، ضمن مسار المشاركة السياسية في الدولة.
يلفت النظر في سياسات الشارقة التنموية خصوصيتها المستمدة من التجربة الخصوصية العريقة، ومن أفضل الممارسات العالمية، وفي تجربة الشارقة الانتخابية، حتى ضمن المسار الإماراتي المتدرج، تفردها، الأمر الذي يسهم، بكل تأكيد، في تقوية المسار الاتحادي وتعزيز مكتسباته، ومن إشارات ذلك الدالة، أن الشارقة، وبتوجيهات صاحب السمو الحاكم، فتحت أبواب المشاركة للجميع، فبادر الكثيرون إلى تسجيل أسمائهم، وهو ما يعني تلبية رغبات وميول الراغبين في خدمة الوطن من هذا الباب، وهذه جزئية ترفد أفكار المسار المتدرج وتعمق روافده وأهدافه.
يذكر لتجربة انتخابات الشارقة، إلى ذلك. سهولة السيرورة وسلاسة الصيرورة، فكل خطوة إنما تمت في موعدها المرسوم وفق جدولها، وفي ظل تفاعل مجتمعي وإعلامي واضح، أكسب العملية الانتخابية غناها وزهوها، وجعل مشاركة القطاعات الشعبية العريضة ممكنة ومضمونة، ولنا أن نتذكر ولا ننسى سعي الشارقة إلى ترسيخ مبدأ الشورى عبر تجليات من أبرزها إطلاق مجالس شورى الأطفال والناشئة والشباب، والدأب على احتضانها ورعايتها عاماً بعد عام.
الهدف، بعد ذاك، تكامل الأداء الوطني بين المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة ومجلسها الاستشاري، نحو متابعة قضايا المواطنين، على الطريقة التي شرعها واختطها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فأثمرت فصولاً من العطاء تتوالى ولا تنقطع، فهنالك أيضاً متابعة سموه، وفهمه الخاص لرشد الحكم، ومبادراته المستمرة نحو توفير أفضل فرص التعليم والصحة والإسكان والخدمات الاجتماعية للمواطنين.
كل ذلك وأكثر منه، يدعو أعضاء المجلس الاستشاري الجديد، منتخبين ومعينين، حيث لا فرق، إلى العمل الجاد في إمارة يشهد لها القاصي قبل الداني بالسبق والمثابرة، ثم إن مرحلة الشارقة والإمارات لا تليق إلا بما هو جاد ورفيع ودال إلى الحاضر والمستقبل، فالاستحقاقات والتحديات كبيرة، وعلينا أن نكون، في مواجهتها، كما نحن الآن، وكما نحن أبا عن جد وكابرا عن كابر، وكما نريد لأولادنا والأحفاد.
أخلص التهنئة إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على نجاح هذا الاستحقاق المهم، وها نحن نتجاوزه، بكل الفخر والاعتزاز، نحو المضي في خدمة وطن كبير، ويستحق الكثير، ويستحق التضحية بالأرواح والأعمار، فكيف بما دون الأرواح والأعمار؟

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى