جاءت وفاة الفنان نور الشريف بمثابة المفاجأة للجميع، رغم المتاعب الصحية التي مر بها الراحل في الفترة الأخيرة؛ حيث لم تخرج أي أخبار عن تدهور حالته الصحية أو حتى دخوله للمستشفى لتلقي العلاج، وهو ما جعل الخبر بمثابة الصدمة للملايين من محبي “الأستاذ” كما كان يلقب الراحل.
وأجرى موقع “العربية.نت” اتصالا بثلاثة أصدقاء مقربين بشدة من عائلة الراحل، أولهم كان المصور المعروف عادل مبارز الذي أكد أنه في الفترة الأخيرة لم تسعفه الظروف من أجل زيارة نور الشريف، مشيرا إلى أن معلوماته تشير إلى وفاته في منزله.
وأوضح مبارز أن الحالة المرضية الخاصة بالراحل كانت صعبة للغاية ولم تكن سهلة، وهو ما اتفق معه بخصوصه المخرج حسني صالح، أحد الأصدقاء المقربين للراحل، الذي أكد أن التدخين كان له دور كبير فيما أصاب نور الشريف، مشيرا إلى كون الأخير قد أقلع عن التدخين في الفترة الأخيرة، وذلك حتى لا تتدهور حالته الصحية.
وكان لدى الفنانة إلهام شاهين الخبر اليقين، حيث تحدثت ودموعها تغالبها، مؤكدة أن نور الشريف توفي داخل مستشفى الصفا، الذي كان يتابع علاجه بداخله، ولم يتواجد فيه سوى ليومين فقط قبل أن يفارق الحياة.
وأوضحت إلهام شاهين أنها التقت بنور الشريف للمرة الأخيرة صباح الثلاثاء، قبل ساعات من الوفاة، مشيرة إلى أن مصر والوطن العربي فقدا واحدا من أهم الشخصيات الفنية، وأنهم تلقوا برقيات التعزية من كافة أنحاء الوطن العربي، مؤكدة أن نور الشريف بالنسبة لها هو عائلتها وزوجته بوسي صديقتها، وابنتيه بمثابة بنات لها.
أحلام لم تتحقق
وكان ختام مسيرة الراحل التي امتلأت بالمئات من الأعمال، فيلم “بتوقيت القاهرة” للمخرج أمير رمسيس، ورغم ذلك كانت هناك بعض الأعمال التي لم يكتب لها أن ترى النور، حيث كان نور الشريف ينوي طرح مسلسل “أولاد منصور التهامي” في شهر رمضان المقبل.
وبحسب تأكيدات المنتج محمد فوزي لـ “العربية.نت”، فإن جلسات تحضيرية عقدت في الفترة الأخيرة بين الثنائي، وكان هناك اتفاق على بدء التصوير في شهر أكتوبر المقبل، خاصة وأن كتابة السيناريو كانت ستنتهي نهاية سبتمبر.
وأشار فوزي إلى أن مصير المسلسل لا يهمه في الوقت الحالي، لكنه حزين بسبب فقدان قيمة فنية بحجم الراحل نور الشريف.
مسلسل آخر تعاقد عليه الشريف ولم يكتمل رغم شروعه في تصويره، وهو “بين الشوطين” الذي كتبه عبد الرحيم كمال وقام نور الشريف قبل خمس سنوات بالفعل بتصوير جزء من العمل، حتى وقعت ثورة الخامس والعشرين من يناير، فرأى تأجيل العمل وعدم استكماله، حتى فارق الحياة وعلاقته بالمسلسل هي بعض المشاهد التي تم تصويرها.
أما على الصعيد السينمائي فكان نور الشريف يرغب في تقديم شخصية القائد الإسلامي “نور الدين محمود الزنكي” في فيلم سينمائي، وبالفعل عقد جلسات مع الشيخ يوسف القرضاوي بقطر قبل سنوات، من أجل الإلمام بتفاصيل الشخصية واستشارته في كيفية تقديمها، خاصة وأن علاقة نسب كانت تربط الشريف بالقرضاوي إلا أن العمل لم يكتمل.
وكان من بين أحلام الشريف، طباعة بعض الكتب الخاصة بحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين على نفقته الخاصة، والتي كان يتحدث فيها عن الفن، حيث كان الشريف يرى أنها إيجابية، وكان ذلك الأمر قبل 4 سنوات، لكنه لم يتم.