نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرا يفيد بأن الحرب الأهلية في جنوب السودان قادمة لا محالة، فقد باتت البلد على صفيح ساخن ولم تعد المفاوضات بين المعارضة وحكومة سلفا كير، التى تجرى من وقت لآخر، تأتي بثمارها.
وقالت المجلة إن حالة العنف والصراعات لاتزال على نفس الوتيرة مستمرة، لافتة إلى أنه في أواخر العام الماضي تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من مليوني مواطن، إلى جانب مقتل الآلاف، وإصابة المزيد وارتفاع حالات الاغتصاب.
وأضافت المجلة أن الاتفاق الأخير نحو تقسيم جنوب السودان إلى 28 ولاية بدلا من 10 لن يوقف النزاعات بين المعارضة وسلفا كير، نظرًا لأن الاتفاق يمنح مزايا للموالين للحكومة أكثر من المعارضين، ويعطيهم المواقع الحيوية والاستراتيجية.
وتابعت المجلة أن المعارضين للحكومة يرون الخطة التي وضعها رئيس الحكومة سلفا كير لتقسيم الجنوب لـ 28 ولاية إنها غير متكافئة وإهانة في حقهم وتزيد من حالة الاحتقان المتصاعد.
واعتمدت المجلة في تقريرها على ان تقسيم ولايات جنوب السودان الى 28 يهدد السلام ويولد مرارات جديدة على الشعب الجنوبي، كما ان مليشيات الشلك التي كانت متحالفة مع الحكومة بقيادة الجنرال جونسون ألونج وساهمت في تأمين مناطق البترول في ولاية أعالي النيل، غاضبة للغاية. وقال قائدها انهم غيروا ولاءهم من الحكومة، وينحو التقرير الامريكي ان قوات “أموندا” ايضاً غاضبة جدًا لتقسيم الولايات، إضافة لرفض وغضب المعارضة المسلحة التى يقودها (رياك مشار) بشأن التقسيم ايضاً.
كما نبه التقرير إلى أن أكبر تهديد للسلام هو قوات قبيلة (الشلك)، حيث يقول مسؤول بالأمم المتحدة انهم ليست لديهم طموحات سياسية لكنهم يهتمون بوحدة أراضي الشلك في أعالي النيل، ويقول محللون ان تقسيم الولايات فاقم من هذه التوترات من خلال رفع حصص المنازعات حول السلطة المحلية.
ومن ناحية أخرى تواصلت العمليات العسكرية بشكل كامل في مدينة يامبيو بين القوات الحكومية ومليشيات “شباب السهام” قتل فيها على الأقل 10 حسب ما ذكرت مصادر المعارضة المسلحة من ضمنهم قائد الحركة الوطنية لتحرير جنوب السودان (فيكتور وانقا) الذي أصيب بجروح، لكنه نجا ويتماثل للشفاء، وأضاف المصدر أن اثنين من مقاتلي الحركة قتلا في الاشتباكات. وزعم المصدر أن القوات الحكومية عبرت الجسر في أوزي على الطرف الجنوبي من بلدة يامبيو وهاجمت مواقع متعددة داخل منطقة غانغورا التي تسيطر عليها الحركة المتمردة، متهماً الحكومة بحرق المباني وسرقة البضائع، وأوضح المصدر أن الحركة لا تقاوم لأنها كانت في محادثات سلام مع الحكومة. كما اتهم المصدر القوات الحكومية باعتقال تعسفي للشباب، وتعد وأضافت المجلة أن الحركة الوطنية لتحرير جنوب السودان هي واحدة من بين العديد من الجماعات المسلحة التي تنشط في منطقة يامبيو، بقيادة ضباط سابقين في الجيش الشعبي من مقاطعات مختلفة في ولاية غرب الإستوائية، وكانت الحركة قد وقعت على اتفاق سلام مبدئي مع الحكومة في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وعملت كوسيط بين السلطات وجماعات مسلحة أخرى في المنطقة.
وفي سياق متصل زعمت الشرطة في مدينة يامبيو أن المدينة هادئة نسبياً بعد الاشتباكات التي وقعت بين “شباب السهام” والجيش الشعبي رغم ورود معلومات عن سماع إطلاق نار متقطع في ضواحي المدينة.